قالت سعدية زهيدي، مديرة المنتدى الاقتصادي العالمي، إن هذا هو الوقت الذي يجب أن يناقش فيه العالم المشكلات والأزمات التي يواجهها، لإيجاد حلول لها على المديين القصير والطويل.
وقالت زهيدي، في مقابلة مع "الشرق" خلال انطلاق فعاليات المنتدى في منتجع دافوس في سويسرا، أشارت إلى أنه لا بد من إيجاد حلول استباقية للأزمات العالمية التي قد تتفاقم خلال السنوات المقبلة، وأهمها أزمتا الغذاء والطاقة، وارتفاع تكلفة المعيشة، فضلاً عن الكوارث الطبيعية وظاهرة الاحتباس الحراري، والتي تهدد بأزمة هجرة واسعة النطاق على مستوى العالم.
المنتدى الذي انطلقت أعماله أمس الإثنين وتستمر حتى يوم الجمعة، يناقش من خلال جلساته العديد من القضايا والتطورات الرئيسية التي تشهدها الساحة العالمية، بما تحمله من مخاطر شديدة الترابط.
كان المنتدى قد نشر قبل أيام، تقريراً حول "المخاطر العالمية 2023"، والذي استطلع فيه آراء مجموعة من الخبراء الاقتصاديين، حيث حدّد أبرز المخاطر التي تواجه العالم خلال العامين المقبلين، على رأسها الحرب الروسية في أوكرانيا، والمواجهة الجيو-اقتصادية بين الدول، والركود العالمي الذي يلوح في الأفق، وارتفاع تكلفة المعيشة، فضلاً عن الفشل في تخفيف حدّة التغيّر المناخي والأضرار الهائلة التي تخلّفها الظواهر البيئية واسعة النطاق، إلى جانب أيضاً أزمة وكوارث الموارد الطبيعية، والهجرة القسرية، والجرائم الإلكترونية، فضلأً عمّا أسماه التقرير "تآكل التماسك الاجتماعي".
بالنسبة للتوقعات بشأن دخول العالم في حالة ركود اقتصادي، كشفت زهيدي أن استطلاعاً للرأي أجراه المنتدى، "بيّن أن ثلثيّ الخبراء يتوقعون حدوث ركود خلال العام الجاري، لكنه لن يكون عميقاً".
أشارت زهيدي إلى أن مناقشات المنتدى ستتطرق إلى كيفية توجيه الاستثمارات والابتكارات التي من شأنها أن تساعد على تحقيق الأمن الغذائي، وأمن الطاقة، بما يخرج العالم في النهاية من حالة الاضطرابات التي شهدها على مدى السنوات الثلاث الماضية.
وجذب المنتدى مع عودته للانعقاد شتاءً للمرة الأولى منذ ثلاث سنوات، مشاركة واسعة من قالدة السياسيين وقادة الأعمال هذا العام، مع مشاركة نحو 116 مليارديراً، أي بزيادة 40% عمّا كان عليه الحال قبل عقد، مع غياب كامل للمليارديرات من روسيا، وكذلك من الصين، إذ لا تزال الدولة تحت وطأة ارتفاع الإصابات بكوفيد، فضلاً عن سوق الأسهم المترنحة التي محت 224 مليار دولار من ثروات أكبر أغنياء البلاد في 2022.