قالت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة، إن المشاكل البيئية لا تفرق بين دول متقدمة أو نامية فلابد من تكاتف الجميع لإنقاذ الطبيعة، مشيرة إلى أن للشباب دور هام في التنمية، فهم عماد الأمة وسر نهضتها وبناة حضارتها وخط الدفاع الأول والأخير عنها.
جاء ذلك في كلمتها التي ألقتها اليوم الإثنين، خلال ندوة بعنوان (الشباب والعمل البيئي) بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، بحضور الدكتور محمد العزازي رئيس الجامعة، والدكتورة إيناس أبو طالب الرئيس التنفيذي لجهاز شؤون البيئة، والدكتور خالد الطوخي رئيس مجلس أمناء الجامعة، الدكتور عمرو الليثي نائب رئيس الجامعة لخدمة المجتمع وتنمية البيئة ونخبة من قيادات الجامعة وعمداء الكليات وعدد من طلاب مختلف كليات الجامعة.
وأضافت فؤاد: "أن القيادة السياسية تولي اهتمامًا كبيرًا لتفعيل دور الشباب في كافة خطط التنمية المستدامة، ويأتي في مقدمتها البعد البيئي وهو ما انعكس على المبادرات التي أطلقتها الوزارة تحت رعاية رئيس الجمهورية لدمج ومشاركة الشباب في العمل البيئي".
وأوضحت أن من بين هذه المبادرات مبادرة (اتحضر للأخضر) وهي حملة وطنية تستهدف توعية المواطنين بأهمية الحفاظ على البيئة والموارد الطبيعية لضمان استدامتها حفاظًا على حقوق الأجيال القادمة، لافتة إلى أنه لا يمكن أن تنجح أية مبادرات دون مشاركة المجتمع المدني والجمعيات الأهلية لنشر الوعي البيئي ببن جميع طوائف المجتمع.
واستعرضت الأنشطة التي تقوم بها الوزارة لدعم مشاركة الشباب في العمل البيئي منها تنظيم ندوات توعوية لبناء قدرات الشباب في القضايا البيئية المختلفة، وتنظيم دورات تدريبية لإعداد كوادر شبابية في مجال البيئة، وإقامة ورش عمل لصقل مهارات الشباب على بعض الأنشطة البيئية مثل: (التشجير - صيانة الحدائق - النظافة - إعادة تدوير المخلفات الصلبة - زراعة عيش الغراب)، كما يتم تنظيم رحلات بيئية للشباب للمحميات الطبيعية؛ للتعرف عليها وغرس الانتماء والتعرف على التراث الطبيعي والحضاري والثقافي في مصر.
وأشارت إلى أن الوزارة تدعم مشروعات الشباب في حماية البيئة ومنها توفير حوالي 20 ألف فرصة عمل للشباب بمجال قش الأرز من خلال تشجيع شباب المتعهدين على فتح مواقع لتجميعه وإعادة تدويره، وتركيب وحدات البيوجاز في عدد من القرى والذي يتم تنفيذها من خلال بروتوكول تعاون مع جهاز المشروعات الصغيرة والمتوسطة، حيث يتم تدريب مجموعة من الشباب وإعطائهم الأدلة الإرشادية، ويتولى الشباب تصنيعها وصيانتها وبالتالي تم توفير فرص عمل للشباب، ونظافة البيئة وتوعية المرأة الريفية بأهمية المخلفات، فضلًا عن مشروع مكامير الفحم النباتي ومشروعات للسيدات بالمحميات لتحسين دخلهن والتأكيد على أنهن جزءًا من المجتمع المحلي.
ولفتت فؤاد إلى الانتهاء من تنفيذ المرحلة الأولى من مشروع الدراجات التشاركية بالفيوم من خلال إنشاء 6 محطات لمشاركة الدراجات داخل جامعة الفيوم ومدينة الطالبات، مؤكدة أن هذا المشروع ليس هامًا فقط من الناحية البيئية ولكن له أهمية أيضًا من الناحية الاقتصادية والاجتماعية، وتكمن أهميته من الناحية الاقتصادية في وجود شركات ناشئة من الشباب تعمل على إدارة وصيانة هذا المشروع من خلال تطبيق إلكتروني.
وحول المحميات الطبيعية، قالت: "إنه تم تنفيذ العديد من الأنشطة للشباب، حيث أن المجال مفتوح الآن للشباب والقطاع الخاص بالمحميات لممارسة الأنشطة الاقتصادية مثل: مشروع الدراجات والتي يتولى الشباب حاليًا إنشاء مسارات لها داخل محمية وادي دجلة، وأيضًا مشروع المخيم، بالإضافة إلى تنفيذ عدد من البرامج التدريبية حول تعريف وتصنيف الطيور بشرم الشيخ، فلدينا 2 مليون طائر من الطيور المهاجرة، وتم عمل أبراج للمشاهدة ويقوم الشباب الآن بتصميم أفلام تروج لتلك السياحة.
وأَضافت: "أنه تم تنفيذ برنامج تدريبي للمرشد البيئي السياحي بالتنسيق مع وزارة السياحة، ويتم عقب ذلك إعطاء رخصة المرشدين السياحين للشباب المجتاز للدورة، وتنفيذ برامج تدريبية نظرية وحقلية لطلاب جامعات عين شمس والأزهر"، مشيرة إلى المتحف الافتراضي الذي تم افتتاحه بمحمية وادي دجلة ويشرح باللغتين العربية والإنجليزية التاريخ الجيولوجي والتنوع البيولوجي بالمحمية.
وأشارت إلى أنه تم التعاون مع عدد من الجامعات لدعم العمل البيئي، حيث تم التعاون مع جامعة بني سويف لتدريب أعضاء هيئة التدريس والهيئات المعاونة والطلاب على منظومة الفصل من المنبع وتصنيع الكمبوست من مخلفات الطعام، وتم تقديم الدعم الفني لجامعة عين شمس لتعظيم الاستفادة من المخلفات لتكون موردًا للجامعة، ودعم جامعة كفر الشيخ بأدوات للنظافة وحاويات الفصل من المنبع وعدد من الأشجار للتشجير داخل الجامعة، و تشكيل فريق (eco rangers) بجامعة 6 أكتوبر يضم 30 طالبًا وطالبة من كلية الفنون التطبيقية؛ ليكونوا روادًا لإطلاق المبادرة بالجامعة للتوعية بأهمية التدوير ورصد كميات أنواع المخلفات داخل الجامعة.
من جهته، قال الدكتور محمد العزازي رئيس جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا: "إن الجامعة ترحب بالتعاون مع كل ما يثمر ويقدم الجديد في مجال البيئة فهناك العديد من المشروعات البيئية للطلبة ومنها مشروع الطاقة الشمسية، والذي بدء تطبيقه بالفعل بالجامعة".
وقال الدكتور عمرو الليثي: "إن تنظيم الندوة يأتي في إطار حرص الجامعة على المشاركة في الأحداث القومية الكبرى ومن بينها الاهتمام بالبيئة، وأيضًا بمناسبة إطلاق وزارة البيئة بالتعاون مع المكتب العربي للشباب والبيئة الاحتفالات بيوم البيئة الوطني".
وعلى صعيد متصل، أجرت وزيرة البيئة حوارًا مفتوحًا مع طلبة الجامعة، معربه عن رغبتها لسماع أفكارهم ومقترحاتهم لتقريب المسافات ووجهات النظر للخروج بما يمكن عمله لتلبية متطلبات الأجيال الحالية والقادمة.
كما تفقدت معرض مشروعات طلبة كلية الهندسة بمجال البيئة، معربة عن سعادتها لهذا الفكر البيئي المستنير، متمنية لهم مزيد من التوفيق.
وفي ختام الندوة، تم إهداء درع الجامعة للدكتورة ياسمين فؤاد والدكتورة إيناس أبو طالب الرئيس التنفيذي للجهاز تقديرًا لجهودهما المتميزة بمجال البيئة.