قال السفير بسام راضى، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، إن المباحثات التى أجراها الرئيس عبدالفتاح السيسى ورئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو اليوم شهدت استعراضا لسبل تعزيز التعاون الثنائي، حيث أكد الرئيسان الحرص على استمرار الزيارات المتبادلة رفيعة المستوى بين البلدين، بما يعزز فرص التنسيق المشترك وتبادل الرؤى حول الملفات الثنائية والإقليمية والدولية محل الاهتمام، لاسيما من خلال اللجنة رفيعة المستوى المقرر إنشاؤها للتعاون الثنائي والحوار السياسي بين البلدين، والتي من شأنها أن تحافظ على زخم التعاون.
وأضاف السفير بسام راضى أن الرئيس السيسى أعرب خلال المباحثات عن الترحيب بالرئيس البيلاروسي في مصر، مجدداً الشكر على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة التي لاقاها سيادته خلال زيارته إلى العاصمة البيلاروسية مينسك في يونيو 2019، والتي دشنت مرحلة جديدة للعلاقات الثنائية بين البلدين، وعكست كذلك ما يجمع الشعبين المصري والبيلاروسي من علاقات صداقة متميزة، مؤكداً الحرص على دفع التعاون بين الجانبين في شتى المجالات لترتقي إلى مستوى تلك العلاقات، فضلا عن تعويل مصر على بيلاروس في إطار تعميق العلاقات المصرية مع الاتحاد الاقتصادي الأورو-آسيوي.
من جانبه، أعرب الرئيس البيلاروسي عن سعادته بزيارة مصر مجدداً، موجهاً الشكر للشعب المصري على كرم الضيافة وحسن الاستقبال، مؤكدا حرص بلاده المتبادل على مواصلة الارتقاء بالعلاقات الثنائية وتعزيز التعاون والتنسيق بين البلدين على جميع المستويات، خاصةً في ظل ما تمثله مصر من ركيزة أساسية لأمن واستقرار الشرق الأوسط وإفريقيا.
كما رحب الرئيسان بانعقاد الاجتماع الأول لمجلس الأعمال المصري البيلاروسي على هامش الزيارة، خاصةً في ظل الدور الذي سيقوم به هذا المجلس في تعزيز التعاون بين البلدين في المجالات المختلفة، بما يسمح بتعظيم الاستفادة من الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، لاسيما على صعيد دعم الإنتاج المشترك وتوطين الصناعة ونقل التكنولوجيا، والتعرف عن قرب على الفرص الاستثمارية والميزات التنافسية لدى الجانبين، بما فيها المناطق الصناعية الجديدة في مصر، خاصةً المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وما تتيحه من إمكانية تصدير المنتجات إلى أسواق خارجية تتمتع فيها مصر بإعفاءات للتجارة الحرة في العالم العربي وقارة إفريقيا.
وأضاف المتحدث الرسمي أن المباحثات تناولت كذلك عدداً من الموضوعات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، حيث أكد الرئيسان أهمية التواصل والتنسيق المستمر بشأن مختلف تلك القضايا، كما استعرض السيد الرئيس وجهة النظر المصرية حيال أهم الأزمات الإقليمية، والتي تستند إلى الحفاظ على استقرار ووحدة أراضي دول المنطقة، وأولوية التسوية السياسية السلمية لتلك المشاكل.
وقد أشاد الرئيس البيلاروسي في هذا الصدد بالدور الإيجابي الذي تقوم به مصر في إطار العمل على التسوية السياسية لمجمل الأزمات القائمة في محيطها الإقليمي، كما ثمن الجهود المصرية في مجالي الهجرة غير الشرعية ومكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، مؤكداً الحرص على تكثيف التعاون مع مصر في هذا الإطار، ومهنئاً الرئيس على الرئاسة الناجحة للاتحاد الإفريقي خلال العام الماضي، والتي عكست حضور مصر البارز على الساحة الدولية، وأكدت مكانتها الرائدة على المستوى الإقليمي.
وقد شهد الرئيسان في ختام المباحثات التوقيع على عدد من الاتفاقات ومذكرات التفاهم المشتركة بين الجهات الحكومية المعنية في البلدين لإنشاء لجنة رفيعة المستوى للتعاون الثنائي والحوار السياسي، وكذا التعاون بين البنك المركزي المصري والبنك الوطني البيلاروسي، إلى جانب الدعم المتبادل في موضوعات الجمارك، فضلاً عن التعاون في مجال التعليم العالي والتعليم ما بعد الجامعي، وأعقب ذلك انعقاد المؤتمر الصحفي المشترك بين الجانبين.
يذكر أن الرئيس عبدالفتاح السيسي كان قد استقبل اليوم بقصر الاتحادية الرئيس ألكسندر لوكاشينكو، رئيس جمهورية بيلاروس، حيث أجريت مراسم الاستقبال الرسمي وتم عزف السلامين الوطنيين واستعراض حرس الشرف، وعقب ذلك أجرى الرئيسان جلسة مباحثات ثنائية، تلتها جلسة موسعة ضمت وفدي البلدين.