وصل رائد الفضاء الروسي ميخائيل كورنيينكو إلى مصر للمشاركة في سلسلة من الفعاليات المكرسة للاحتفال بمرور 60 عاما على إطلاق أول رحلة للإنسان إلى الفضاء.
والفعاليات الاحتفالية نظمتها شركة "آتوم ستروي إكسبورت" التابعة للقسم الهندسي في مؤسسة "روساتوم" الحكومية الروسية للطاقة النووية.
وفي 5 أبريل، زار ميخائيل كورنيينكو وكالة الفضاء المصرية حيث شارك في وضع إكليل من الزهور على النصب التذكاري لرائد الفضاء السوفيتي يوري غاغارين الذي قام يوم 12 أبريل 1961 بأول رحلة إلى الفضاء الخارجي في تاريخ البشرية.
وقال غريغوري سوسنين، نائب رئيس شركة «أتوم ستروي إكسبورت» مدير مشروع بناء محطة الضبعة للطاقة النووية في مصر: " "لقد بدأ قطاع الصناعة النووية مشاركته في البرنامج الفضائي قبل إطلاق رحلة أول رائد فضاء بوقت طويل.
وشاركت بعض الشركات التي تدخل اليوم ضمن هيكل روساتوم، في البرنامج الروسي لاستكشاف القمر وتصميم أول مركبة قمرية متجولة وأول مركبات فضائية ومولدات الطاقة النووية للمركبات الفضائية. نفتخر بالإنجازات التي حققناها ليس في قطاع الطاقة فقط، بل في استكشاف الفضاء أيضا. وتُظهر زيارة رائد الفضاء ميخائيل كورنيينكو الحامل لقب بطل روسيا، إلى القاهرة والتي نظمناها أن المواضيع المتعلقة بالفضاء والتكنولوجيا المتقدمة تحظى باهتمام كبير لدى المجتمع العلمي وجيل الشباب في مصر على حد سواء. مثلا، شاهدنا في أحد اجتماعات كورنيينكو مع الشباب أنهم لم يريدوا أن يدعوا رائد الفضاء الروسي يغادر وكانوا يواصلون إمطاره بوابل من الأسئلة وأبدوا اهتماما بالغا بإجاباته. والصور التذكارية التي تم التقاطها خلال زيارته وجمعته مع الجمهور إن عددها لا يُحصى".
وعبر ميخائيل كورنينكو عن انطباعاته عن زيارته لمصر قائلا: "أنا في مصر لأول مرة رغم أنني قد رأيت هذا البلد من الفضاء عدة مرات. إنني سعيد وفخور لوجودي هنا في عام الاحتفال باليوبيل. أود أن أشكر القسم الهندسي في روساتوم على دعوتي. يسرني أن أرى المصريين يستمرون في اتباع الطريق الذي سلكه رائد الفضاء يوري ألكسييفيتش غاغارين، الذي قام بأول رحلة بشرية إلى الفضاء الخارجي قبل 60 عاما. إنني على يقين بأن التعاون بين روسيا ومصر في مجال التكنولوجيات المتقدمة مثل النووية والفضائية سيكون مثمرا".
وتميزت زيارة كورنيينكو لوكالة الفضاء المصرية بأنه تم خلالها أخذ قالب على شكل يد لرائد الفضاء الروسي في إطار مبادرة أطلقتها شركة "آتوم ستروي إكسبورت" لإنشاء ممر لتكريم ضيوف الشرف في مصر.
وفي اليوم نفسه، التقى ميخائيل كورنينكو بعدد من طلاب المدارس والجامعات في متحف الأطفال بالقاهرة حيث أجاب على أسئلة عديدة وجهها الشباب المشاركون إليه وتحدث أيضا عن رحلاته الفضائية وتجربته الفريدة خلال قيامه بمهمات الخروج إلى الفضاء الخارجي.
في 6 أبريل أقيم بالمركز الأوليمبي بالمعادي حفل استقباللرائد الفضاء الروسي بمشاركة وزير الشباب والرياضة المصري أشرف صبحي والسفير الروسي في مصر غيورغي بوريسينكو إلى جانب ممثلين عن وكالة الفضاء المصرية. وفي إطار الحفل أقامت شركة "آتوم ستروي إكسبورت" معرضا للصور الفوتوغرافية سلط الضوء على دور التقنيات النووية المستخدمة في برامج استكشاف الفضاء.
وميخائيل بوريسوفيتش كورنيينكو رائد فضاء من روسيا الاتحادية حامل لقب "بطل روسيا" وشارك في بعثتين فضائيتين، وخلال رحلته الأولى انضم إلى فريق المركبة الفضائية "سويوز تي إم إيه-18" بصفة مهندس طيران للالتحاق لاحقا بطاقم البعثة 23/24 إلى المحطة الفضائية الدولية. واستغرقت الرحلة 176 يوما وساعة و18 دقيقة 38 ثانية.
وفي الرحلة الثانية توجه كورنيينكو كمهندس طيران على متن مركبة "سويوز تي إم إيه-16 إم" للانضمام إلى بعثة السنة الكاملة (ربيع 2015 - ربيع 2016) 43/44/45/46 لمحطة الفضاء الدولية. وكان الهدف من تلك الرحلة الاستكشافية بالأساس دراسة كيفية تأقلم جسم الإنسان عند المكوث لفترات طويلة في البعثات الفضائية، وذلك باستخدام أحدث أساليب التكيف المصممة للرحلات إلى القمر والكويكبات والكواكب البعيدة مثل المريخ. وتعد هذه الرحلة أول بعثة إلى محطة الفضاء الدولية استمرت عاما كاملا.
وأثناء الرحلتين، الأولى والثانية، نفذ ميخائيل كورنيينكو عمليتي خروج من المحطة الفضائية الدولية إلى الفضاء المفتوح حيث قضى 12 ساعة و 17 دقيقة بشكل إجمالي، فيما بلغ مجمل الوقت الذي قضاه في البعثتين الفضائيتين 516 يوما و10 ساعات ودقيقة واحدة و8 ثوان.