ناشدت شركات الطيران العالمية الحكومات يوم الثلاثاء للتعجيل بصفقات إنقاذ لقطاع النقل الجوي، وذلك بعد أن تضاعفت تقديراتها لفاقد الإيرادات في 2020 بسبب أزمة فيروس كورونا إلى أكثر من 250 مليار دولار.
وقال ألكسندر دو جونياك رئيس الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا) للصحفيين ”نحتاج بوضوح تحركا هائلا على نحو سريع وملح للغاية.“
توقف شركات الطيران في أنحاء العالم أغلب أساطيلها، إذ لا يمكن للطائرات التحليق بسبب قيود السفر، والتي يزيد من وطأتها تهاوي الطلب بسبب المخاوف من العدوى، فيما يقول كثير منها إنه بحاجة لدعم حكومي لمنع الانهيار.
ويتوقع القطاع الآن توقف حركة الطيران لشهور. وقالت رايان إير، أكبر شركة طيران أوروبية من حيث أعداد المسافرين، يوم الثلاثاء إنها لا تتوقع تشغيل رحلات في أبريل نيسان أو مايو أيار.
ولن تنجو شركات كثيرة من ضربة بهذا العنف لمالياتها. وقالت إياتا إنه دون دعم حكومي، يواجه ما يصل إلى نصف شركات الطيران إفلاسا محتملا في الأسابيع المقبلة.
وقال دو جونياك ”لدينا أزمة سيولة تأتي مسرعة - لم يعد في (دفاترنا) إيرادات لكن التكاليف مستمرة، لذا نحن بحاجة ماسة إلى بعض السيولة.“
وأسهم شركات الطيران من أكبر ضحايا هبوط الأسواق المالية الناجم عن المخاوف من ركود عالمي، لكن روبرت ستالارد محلل فيرتيكال ريسيرش بارتنرز قال إن المدى الكامل لتأثير فيروس كورونا على قطاع الطيران قد يتجاوز أشد التوقعات قتامة حاليا.
وقال ”نوصي بالتالي أن يواصل المستثمرون العزوف عن القطاع إلى أن نشهد استقرارا لشركات الطيران.“
وقال برايان بيرس كبير اقتصاديي إياتا إن شركات الطيران الأوروبية هي الأشد عرضة للخطر مع انخفاض توقعات طاقة النقل الجوي في أوروبا بنسبة 90 بالمئة في الربع الثاني من 2020.
وتمسكت إياتا بدرجة كبيرة بتقديرات خرجت الأسبوع الماضي عن الحاجة إلى صفقات إنقاذ حكومية بقيمة 200 مليار دولار تقريبا، لكنها زادت تقديراتها لفاقد الإيرادات في 2020 لأكثر من مثليه إلى 250 مليار دولار، مقارنة مع توقعات عند 113 مليار دولار قبل أسبوعين ونصف فقط. وسيشكل ذلك انخفاضا بنسبة 44 بالمئة مقارنة مع دخل 2019.