تمثـل استـراتيجية مصر للتنميـة المسـتدامة 2030 محطـة أساسـية في مسـيرة التنميـة الشـاملة، ويتطلب تنفيذ هذه الاستراتيجية أن يكون قطاع الطاقة قادراً على تلبية كافة متطلبات التنمية الوطنية المستدامة من موارد الطاقة وتعظيم الاستفادة من مصادرها المتنوعة سواء تقليدية أو متجددة بما يؤدي إلى المساهمة الفعالة في دفع الاقتصاد والتنافسية الوطنية والحفاظ على البيئة.
الطاقة النووية
وفي سبيل تحقيق الاستدامة في مجال الطاقة اتجهت الدولة المصرية نحو الطاقة المتجددة، حيث ثُبت أنها من الممكن أن توفر نحو 22% من إجمالي إمدادات الطاقة في مصر في عام 2030، وذلك وفقاً لتقرير هيئة الطاقة الجديدة والمتجددة والوكالة الدولية للطاقة المتجددة.
التنمية المستدامة 2030
أشار التقرير أيضاً إلى أن انخفاض تكلفة التكنولوجيا المستخدمة في الطاقة المتجددة قد يساهم في خفض إجمالي تكاليف الطاقة لتصل إلى 900 مليون دولار سنوياً في عام 2030، أي ما يعادل 7 دولارات لكل ميجاوات / ساعة. فضلاً عن انخفاض التكاليف الناتجة عن تلوث الهواء والمشاكل الصحية والتي تصل قيمتها إلى ما يقرب من 4.7 مليار دولار أمريكي سنوياً في عام 2030.
فلقد اتجه العالم بأكمله في الآونة الأخيرة إلى استخدام الطاقة النظيفة كونها واحدة من المصادر الرئيسية للطاقة منخفضة الكربون، بالإضافة إلى دورها الفعال في دعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتأثيرها الأقل ضرراً على الغلاف الجوي مقارنةً بالوقود الحفري، حيث تعمل محطات الطاقة النووية في أوروبا على منع انبعاث 700 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون سنوياً.
ورداً على استفسارات البعض حول إمكانية استخدام الطاقة النووية بدلاً من الطاقة المتجددة، أشار عدد من مؤيدي استخدام الطاقة النووية إلى انخفاض نسبة انبعاثات الكربون في الطاقة النووية، إلاأنهم أكدوا في الوقت ذاته أن الطاقة النووية تعد نوعاً من أنواع الطاقة المتجددة وليس من المفترض استبدال إحداهما بالأخرى لأنهما يكملان بعضهما البعض، حيث تدعم الطاقة النووية مصادر الطاقة النظيفة الأخرى.
ولذلك تعمل الدول على توفير مزيج متميز من مصادر الطاقة، فالطاقة الشمسية وطاقة الرياح من وسائل توليد الطاقة منخفضة الكربون، إلا أنها مصادر طاقة متقطعة وغير مستقرة لا يمكن الاعتماد عليها كلياً لتلبية احتياجات البلاد من الطاقة، وهو ما يجعل من استخدام الطاقة النووية أمراً ضرورياً لتحقيق رؤية مصر 2030.
وأشارت تقديرات وكالة الطاقة الدولية، إلى أن الحفاظ درجة حرارة الأرض، يتطلب زيادة الطاقة النووية عالمياً بمقدار 20 جيجا وات كل عام، وأن الدول التي تعمل على تطوير الطاقة النووية تساهم بشكل كبير في حل هذه المشكلة، كما تعتمد العديد من البلاد في جميع أنحاء العالم على الطاقة النووية وتعتبرها أداة للحد من انبعاثات الغازات الضارة، وكذلك حصة الهيدروكربونات في مزيج الطاقة.
إن مستقبل الطاقة وتحقيق رؤية مصر 2030 يكمن في مزيج متنوع ومتوازن من التقنيات منخفضة الكربون، والتي تضمن القدرة على تحمل التكاليف، وأمن الإمداد، والحد الأدنى من التأثير على البيئة.