أكد وفد المديرين التنفيذيين للبنك الدولي، الذي يزور مصر حاليا، أن برنامج "تكافل وكرامة" يتوافق إلى حد كبير مع مشروع البنك الدولي "رأس المال البشري"، إذ يقوم على الاستثمار في البشر من خلال التغذية والرعاية الصحية والتعليم الجيد، والوظائف، والمهارات، وهو عامل رئيسي للمساهمة في القضاء على الفقر، وإيجاد مجتمعات أكثر إنصافا واحتواء لأبنائها، مشيرين إلى أن برنامج "تكافل وكرامة" يعد الأكبر في الشرق الأوسط.
جاء خلال زيارة وفد المديرين التنفيذيين للبنك الدولي، اليوم الاثنين، الوحدة الاجتماعية في الكوبانية بأسوان،يرافقه وزيرة التضامن نيفين القباج، وأدار أعضاء الوفد، حواراً مع المستفيدين من برنامج تكافل وكرامة، واستطلاع رأيهم في البرنامج وكيفية تأثيره على حياتهم.
من جهتها ، أكدت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي محافظ مصر لدى البنك الدولي، أن مشروع تكافل وكرامة للحماية الاجتماعية، من أكثر المشروعات التي تساهم في تحقيق عدة أهداف أممية للتنمية المستدامة.
بدورها أكدت نيفين القباج، وزيرة التضامن الاجتماعي أن وفد المديرين التنفيذين للبنك الدولي، اطلع علي إجراءات وخطوات العمل في برنامج تكافل وكرامة وطرق الاستهداف والتنقية وإدارة عمليات التظلمات ودمج برامج الدعم النقدي ومنها الضمان الاجتماعي في برنامج واحد هو تكافل وكرامة.
ويعد برنامج "تكافل وكرامة" للتحويلات النقدية المشروطة وغير المشروطة من بين أكبر استثمارات الحكومة المصرية في تنمية رأس المال البشري، وهو برنامج لشبكات الأمان الاجتماعي أُطلِق في عام 2015 بمساهمة من البنك الدولى على مرحلتين الأولى في 2015 بقيمة 400 مليون دولار، والثانية في 2019 بقيمة 500 مليون دولار، في إطار محفظة التعاون بين مصر والبنك الدولي.
وتتولى وزارة التضامن الاجتماعي تنفيذ برنامج تكافل وكرامة الذي يغطى حتى الآن 2.6 مليون أسرة أي ما يعادل اكثر من 10 ملايين مواطن، ويعد برنامج تكافل دعما مشروطا لدخل الأسرة يهدف إلى زيادة استهلاكها من الغذاء، والحد من الفقر، وفي الوقت نفسه تشجيع الأسر على إبقاء أطفالها في المدارس وتزويدها بما تحتاج إليه من الرعاية الصحية، مع ضمان حصول الأسر الأولى بالرعاية على خدمات التغذية الأساسية. ويهدف البرنامج إلى بناء "رأس المال البشري" للجيل القادم.
وزار المديرون التنفيذيون للبنك الدولي، عددا من المشروعات متناهية الصغر في أسوان، بحضور ممثلين عن وزارة التعاون الدولي وجهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة، حيث التقى أعضاء الوفد بنحو 35 سيدة من الحاصلات على قروض متناهية الصغر لعرض وتصنيع منتجاتهم من الحرف اليدوية المميزة لمحافظة أسوان، مثل حرف الخوص والعرجون والخرز والخيط، وذلك في إطار مشروع إتاحة التمويل للمشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر في مصر والذي ساهم فيه البنك الدولي بقيمة 300 مليون دولار، واستفاد منه 174 ألف شخص منهم 42 % من السيدات.
وخلال زيارتهم إلى مصر، التقى المديرون التنفيذيون للبنك الدولي عددا من رواد ورائدات الأعمال، للتعرف على مشروعاتهم الناشئة والدور الذي تقوم به الحكومة في تمكينهم اقتصاديا بما يسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وضم الوفد الدكتور ميرزا حسن عميد مجلس المديرين التنفيذيين المدير التنفيذي بالبنك الدولي، السفير راجي الأتربي المدير التنفيذي المناوب لمصر والدول العربية بالبنك الدولي، جان كلود تشاتشوانج "جيبوتى"، ويورجن زاتلر "ألمانيا"، أدريان فرنانديز "أوروجواي"، آن كاباجامبى "أوغندا"،ورومان مارشافين "روسيا"، ريتشارد مونتجمري "المملكة المتحدة"، أبارنا سوبراماني "الهند"، كاتارزينا كوروفسكا "بولندا"، إضافة إلى مارينا ويس مديرة مكتب البنك الدولي في مصر، ووليد لبادي، مدير مكتب مؤسسة التمويل الدولية في مصر.
وكان الوفد، استهل زيارته إلى مصر، والتي تعد الأولى منذ عام 2014، بعقد لقاء الخميس الماضي، مع وزيرة التعاون الدولي، لبحث الاستراتيجية الجديدة للتعاون بين مصر والبنك الدولي وفق أولويات الحكومة المصرية، والإصلاحات الهيكلية والتشريعية التي ستقوم بها لزيادة تمكين القطاع الخاص والاستثمار في رأس المال البشري، خاصة في الصحة والتعليم والحماية الاجتماعية، ثم استقبل الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء ووزراء المجموعة الاقتصادية، أعضاء الوفد، أعقبه اصطحاب الدكتورة رانيا المشاط، وفد المديرين التنفيذيين للبنك الدولي في جولة بكل من منطقة الأهرامات، والمتحف المصري الكبير.
كما استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، صباح السبت، أعضاء وفد المديرين التنفيذيين للبنك الدولي، بحضور وزيرة التعاون الدولي، حيث شهد اللقاء استعراض التقدم المتحقق في تنفيذ المشروعات القومية التي تتيح المزيد من فرص العمل خاصة للشباب، وتساهم في إعادة تشكيل خارطة مصر التنموية وجذب المزيد من الاستثمارات، فضلاً عن مناقشة سبل تطوير التعاون بين مصر والبنك الدولي في مختلف المجالات خاصةً في مشروعات البنية التحتية، قبل أن يتجه الوفد إلى أسوان لزيارة عدد من المشروعات التنموية في ختام زيارتهم لمصر.