شاركت وزارة التخطيط والمتابعة والإصلاح الإدارى فى جلسة بعنوان "التميز المؤسسى الحكومى والتحول الرقمى" خلال فعاليات منتدى شباب العالم 2019 المنعقد فى نسخته الثالثة بمدينة شرم الشيخ فى الفترة من 14 إلى 17 ديسمبر الجارى تحت رعاية رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي بمشاركة 7500 شاب من شباب العالم.
وخلال الجلسة أشارت الدكتورة هالة السعيد، وزيرة التخطيط والمتابعة والإصلاح الإدارى إلى أن الهدف من خطة الإصلاح الإدارى التى تتبناها الدولة هو الوصول إلى جهاز إدارى كفء؛ فعال ويقدم خدمات بجودة عالية ويعلى من رضاء المواطن، مؤكدة أن هذا يعد محور رئيس تم وضعه فى رؤية مصر 2030 التى تم إطلاقها فى 2016، موضحة أن مصر كانت من أوائل الدول التى أطلقت رؤية طويلة المدى بشكل تشاركى بين الحكومة والقطاع الخاص والمجتمع المدنى وفئات آخرى.
وأوضحت السعيد أنه عند الحديث عن تطوير الجهاز الإدارى لابد من الإشارة إلى الاستراتيجية التى قامت بها الدول المصرية للوصول لجهاز إدارى كفء، مشيرة إلى محور التطوير المؤسسي؛ ونظم المعلومات والتحول الرقمى، وكذلك محور تنمية وبناء القدرات، موضحة أن البشر هم المحور الأساسي لهذه المنظومة.
وحول محور التطوير المؤسسي قالت وزيرة التخطيط إن الدولة المصرية لديها جهاز حكومى يعمل منذ سنوات طويلة، فكان لابد من النظر فى إعادة هيكلة هذا الجهاز، موضحة أنه لابد من وجود أدوات داخل كل وزارة تساعد متخذ القرار لذا تم استحداث مجموعة من الوحدات الجديدة مثل وحدات التحول الرقمى، والموارد البشرية، والمراجعة الداخلية والتدقيق، وغيرها، مؤكدة أن الهدف من تلك الوحدات ليس مجرد تغيير اسم الوحدة، وإنما الهدف هو تغيير ثقافة وفكر العاملين بتلك الوحدات.
وأشارت وزيرة التخطيط إلى أنه تم حتى الآن تدريب نحو 25 ألف موظف هذا العام بالتعاون مع مؤسسات محلية ودولية على مستوى فئات الشباب والقيادات الوسطى والعليا، موضحة أنه فى إطار خطة الدولة للتدريب والتأهيل لا نقوم فقط بالتدريب بل نعمل أيضًا على التمكين، مشيرة إلى اختيار عدد من نواب المحافظين الشباب ومعاونى الوزراء من خريجى الأكاديمية الوطنية للشباب.
كما أشارت وزيرة التخطيط إلى إطلاق جائزة مصر للتميز الحكومى كأحد الممكنات التى ساعدت الجهاز الإدارى للدولة على التميز، فمن المهم تسليط الضوء على قصص النجاح، حيث أنه يوجد العديد من النماذج المتميزة داخل الجهاز الإدارى.
وفى نهاية حديثها قالت الدكتورة هالة السعيد إن التميز المؤسسى الحكومى فى بلد كبير مثل مصر بجهاز إدارى ضخم، واجه قدر من التحديات، ولابد من مشاركة المجتمع المدنى والقطاع الخاص فى هذه المنظومة، مؤكدة أن الانتقال إلى العاصمة الإدارية الجديد ليس انتقال مكانى ولكنه انتقال إى ثقافة وفكر جديد.
وأوضح المهندس أشرف عبد الحفيظ، مساعد وزيرة التخطيط لشئون قواعد البيانات والخدمات الحكومية خلال الجلسة أن الهدف من التميز المؤسسي الحكومى هو الارتقاء بالخدمات الحكومية المقدمة والحصول على رضاء المواطن وإيجاد منظومة تربط أجهزة الحكومة ببعضها البعض مما يعمل على توفير وإتاحة جميع البيانات بشكل مباشر بين الجهات الحكومية المختلفة؛ وهو ما يساعد فى انجاز الخدمات للمواطن بشكل أسرع والارتقاء بالخدمات المقدمة له، مؤكدًا أن التحول الرقمى هو الطريق الأساسي للوصول للأهداف المنشودة فى التميز المؤسسى الحكومى.
أضاف عبد الحفيظ أن منظومة "تبادل" المحول الرقمى القومى؛ نجحت فى ربط الجهات الحكومية بعضها ببعض، موضحًا أنه يوجد من 60 إلى 65 جهة مربوطة على المنظومة "تبادل" على مستوى الحكومة المصرية، وأن هناك ما يزيد عن 30 مليون رسالة تم تبادلها بين الجهات الحكومية فى 2019، مؤكدًا أهمية وجود منظومة تدعم أهداف التميز المؤسسى وتتيح تبادل وتوفير البيانات بشكل لحظى بين الجهات الحكومية.
واستعرض المهندس أشرف عبد الحفيظ خلال الجلسة المنظومة "تكافل" التى تقدمها وزارة التضامن الاجتماعى ومنظومة "المرور" والخدمات التى تقدم من خلالهما بشكل إلكترونى من خلال ربط الحكومة على منظومة واحدة تتيح تبادل البيانات فيما بينها.
وحول التحديات والمعوقات التى واجهت عملية التحول الرقمى؛ قال عبد الحفيظ إن تلك التحديات لم تكن وليدة اللحظة ولكنها تراكمات السنوات السابقة، مؤكدًا أن من أبرز تلك التحديات هى محاولة تغيير الثقافة لدى المواطن والجهاز الإدارى، بحيث يتم تطوير أداء الموظفين بما يعمل على تقديم خدمة أفضل للمواطن، فالتحول الرقمى هو وسيلة فنية لتطوير أداء مقدمى الخدمات.
وأشاد مساعد وزيرة التخطيط بدور وزارة الاتصالات فى منظومة التحول الرقمى فى تطوير البنية التحتية المعلوماتية، مشيرًا إلى منظومة ميكنة مكاتب الصحة على مستوى الدولة والتى تم استكمالها بالكامل وهى المنظومة التى تطلبت تغيير ثقافة العاملين بتلك المكاتب وتغيير فى البنية التحتية بالتعاون بين الجهات المختلفة، ومؤكدًا أنه تم التغلب على عدد من التحديات التى واجهت عملية التحول الرقمى بفضل التعاون بين جهات الدولة المختلفة.
ناقشت الجلسة عدة محاور أبرزها مؤشرات قياس برامج التميز المؤسسي الحكومي وأثره على قطاعات أخرى، التحديات التي تواجه الحكومات في تحقيق التميز المؤسسي الحكومي في ظل التكنولوجيا الرقمية والمنافسة الدولية، وأساليب الحوكمة داخل نموذج المؤسسة الحكومية المتميزة وآليات الرقابة والمتابعة فيها، والتحول الرقمي ودور الشباب.
شارك فى الجلسة سادفي ساران، محللة السياسات في قسم التقنيات الناشئة، الاتحاد الدولي للاتصالات، من الهند، الدكتور صلاح حسن، أستاذ الاستراتيجية في جامعة جورج واشنطن بالولايات المتحدة، توبياس بورخاردت، رئيس قسم التحول شيفت سكول، رائد أعمال، خبير رقمي من ألمانيا، الدكتورة فاطمة الموسوي، مديرة مشروع كفو الشبابي، الكويت.