أكد الدكتور عبد المنعم السيد، رئيس مركز القاهرة للدراسات الاقتصادية، أن النقل البحري يعد من العناصر الأساسية في التجارة بين مصر وأوروبا.
وأوضح السيد أن الدولة المصرية استثمرت بشكل مستمر في تحسين الموانئ والبنية التحتية البحرية، ما عزز مكانة مصر كشريك تجاري رئيسي لأوروبا، لاسيما في ظل الاستفادة من الاتفاقيات التجارية مع الاتحاد الأوروبي.
وأشار السيد إلى أن مصر خصصت حوالي 200 مليار جنيه لتطوير الموانئ البحرية حتى عام 2024، عبر تنفيذ 80 مشروعًا يهدف إلى تحسين البنية التحتية وزيادة الطاقة الاستيعابية للموانئ، مما يسمح لها باستقبال السفن العملاقة وتعزيز التبادل التجاري الدولي.
كما أضاف أن مصر قد أطلقت العديد من مشروعات تطوير الموانئ والبنية التحتية، مثل إنشاء محطات متعددة الأغراض في الإسكندرية ودمياط، وتطوير أرصفة الموانئ الرئيسية، بالإضافة إلى إنشاء مناطق لوجستية. هذه المشاريع تسهم في تعزيز دور موانئ مثل الإسكندرية ودمياط في التجارة مع أوروبا وتركيا، وزيادة كفاءة النقل البحري.
وفيما يتعلق بموانئ البحر الأحمر، أوضح الدكتور عبد المنعم أن هناك تطويرًا مستمرًا في موانئ مثل سفاجا ونويبع، مع إنشاء مرافق حديثة لدعم عمليات الشحن واللوجستيات، مما يعزز قدرة مصر على استقبال التجارة العالمية والاستفادة من موقعها الجغرافي الفريد.
وتناول السيد أهمية النقل البحري في تعزيز التجارة بين مصر وأوروبا، مشيرًا إلى أن مصر تُعتبر جسرًا بحريًا يربط إفريقيا بأوروبا، مما يسهم في تسريع حركة البضائع وتقليل تكاليف النقل. وأضاف أن الاتفاقيات التجارية مع الاتحاد الأوروبي، مثل اتفاقية الشراكة المصرية الأوروبية، قد لعبت دورًا كبيرًا في تسهيل التجارة وزيادة حركة البضائع عبر البحر.
وفي السياق نفسه، أكد السيد أن الموانئ المصرية أصبحت مجهزة بشكل جيد لتصدير السلع المصرية، مثل المنتجات الزراعية والأثاث، إلى الأسواق الأوروبية، بالإضافة إلى استيراد المعدات الصناعية والسلع التقنية من أوروبا. كما أشار إلى أن النقل البحري يساهم في استقرار الإمدادات الحيوية للسوق المصري، مثل القمح والنفط.
كما لفت إلى دور قناة السويس في تسهيل التجارة بين مصر وأوروبا، مشيرًا إلى أن حركة مرور السفن التجارية عبر القناة تختصر نحو 40% من الوقت مقارنة بالطريق التقليدي عبر رأس الرجاء الصالح.
وفي النهاية، أكد السيد على أهمية تقليل تكلفة النقل البحري مقارنة بالوسائل الأخرى مثل الطيران أو النقل البري، مما يجعل التجارة أكثر كفاءة وربحية ويعزز الاقتصاد المصري بشكل عام.