قال وليد جمال الدين رئيس الهيئة الاقتصادية لقناة السويس، إن التكامل هو المحرك الرئيسي للعمل داخل المنطقة الاقتصادية، حيث تركز المنطقة في خطتها الاستراتيجية 2020-2025، على تحقيق التنمية المستدامة بصورة متكاملة من خلال مراعاة (البعد الاجتماعي، والبيئي، والاقتصادي)؛ وذلك للاستغلال الأمثل للموارد المتاحة تلبيةً لاحتياجات ومتطلبات الاستثمار في المنطقة ضمن رؤية مصر 2030.
وجاء ذلك الاحتفال بوضع حجر الأساس لإنشاء أكاديمية السويدي وبنك مصر الفنية (STA)، داخل منطقة السخنة المتكاملة التابعة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس.
وأضاف وليد جمال الدين، أن إنشاء أكاديمية السويدي وبنك مصر الفنية ياتى تحقيقًا لأحد محاور الرؤية الاستراتيجية للمنطقة؛ وهو محور جاهزية النظام المتكامل للصناعة الذي يرتكز على توفير الكوادر البشرية المؤهلة بالتعاون بين المنطقة الاقتصادية وشركاء النجاح، وأكبر مثال على تلك الشراكة الفعالة؛ هو ما نشهده اليوم من وضع حجر الأساس للأكاديمية كنتيجة مباشرة للمفاوضات الناجحة التي أثمرت عن توقيع بروتوكول تعاون بين كل من المنطقة الاقتصادية ومؤسسة السويدي وبنك مصر على هامش مؤتمر قمة المناخ الماضية في شرم الشيخ بحضور دولة رئيس الوزراء.
وتقوم هذه الأكاديمية على نظام التعليم المزدوج لمدة ثلاث سنوات، وتقوم الدارسة فيها على التدريب العملي بنسبة 80% في المصانع الشريكة و20% للتعليم النظري بالمدرسة، فضلاً عن توفير فرص التدريب العملي للطلاب في الشركات والمؤسسات الصناعية العاملة في المنطقة الاقتصادية في القطاعات الصناعية المستهدفة ضمن رؤية المنطقة لضمان اكتسابهم للمهارات العملية اللازمة، ولتكون هذه الأيدي العاملة المدربة قادرة على المنافسة في سوق العمل المحلي والدولي.
كما أن ضخ استثمارات بنحو 45 مليون جنيه لإنشاء هذه الأكاديمية التي تري النور خلال العام الأكاديمي 2024-2025 يعد واحد من أهم الاستثمارات في هذا المجال والذي يتضمن نماذج أخرى داخل المنطقة مثل:
"الأكاديمية المصرية الألمانية للتدريب التقني EGTRAIN" التي نشأت بالتحالف بين شركة سيمنس العالمية ووزارة ألمانيا الاتحادية للتعاون الاقتصادي والتنمية داخل منطقة السخنة المتكاملة، على مساحة 36 ألف متر مربع، باستثمارات قيمتها 22.5 مليون يورو، يستهدف تدريب 5500 فني ومهندس خلال 4 سنوات بواسطة مدربين مصريين من خلال مركز تدريب مهني مدمج مع مركز إصلاح وصيانة للتأكد من فاعلية الجانب التطبيقي للتدريبات التي يقدمها المركز، وقد نجح المركز حتى الآن في تدريب 600 متدرب وتقديمهم لأكبر ثلاث محطات كهرباء بمصر.
ومركز آخر للتدريب المهني مقرر إنشائه في منطقة تيدا – مصر للتعاون بالتعاون مع الوكالة الصينية للتعاون الإنمائي الدولي، على مساحة إجمالية 40 ألف متر مربع، بتكلفة تقديرية 45.5 مليون يوان صيني، وسيتم تجهيز المركز بأحدث مختبرات التكنولوجيا للصناعات المختلفة مع نظام تفاعلي للمحاكاة التدريبية.
ولا شك أن توفير فرص العمل هو من أهم محاور خطة المنطقة الاستراتيجية، ويتكامل ويتناغم مع جهود توفير مناخ جاذب للاستثمار بالمنطقة التي تم إنشاؤها بموجب قرار أصدره الرئيس عبد الفتاح السيسي في أغسطس 2015؛ لتكون بمثابة بيئة أعمال متكاملة محفزة للمستثمرين توفر تجمعات اقتصادية تنافسية وتقدم خدمات لوجستية وصناعية، وفقاً لأعلى المعايير العالمية، ولتحقيق ذلك، تسعى الهيئة مع شركائها إلى توفير مجمعات سكنية داخل نطاق المطورين الصناعيين للعاملين بالمناطق الصناعية، بالإضافة إلى إنشاء أكبر المراكز والأكاديميات المتخصصة في تدريب وتأهيل العمالة.
كما أعبر عن تفاؤلي وثقتي الكاملة في قدرة الأكاديمية على تحقيق النجاح فيما تهدف إليه. وأؤكد لكم أننا سنواصل العمل سويًا في سبيل تحقيق التنمية المستدامة بفضل الدعم والتوجيه المستمر من القيادة السياسية، وتعاون مؤسسات الدولة كافة، وأشكر جميع الشركاء الذين ساهموا في إنشاء هذه الأكاديمية، بما في ذلك مجموعة السويدي وبنك مصر، وأثمن على دور ووزارة التربية والتعليم والتعليم الفني في هذا المجال.
وأتمنى أن نلتقي دائمًا ونحن نحتفل بخطوات ناجحة في مسيرة الشراكة والتعاون المستمر.