انطلقت أمس فعاليات الملتقى المصرفي العربي الأول للأمن السيبراني الذي ينظمه اتحاد المصارف العربية بالتعاون مع البنك المركزي المصري واتحاد بنوك مصر، وتستضيفه مدينة شرم الشيخ لمدة ثلاثة أيام خلال الفترة من 7-9 أكتوبر 2021.
ويناقش الملتقى عددا من القضايا الهامة يأتي في مقدمتها، تعزيز موقف الأمن السيبراني في البنوك، والاستجابة للحوادث والتحول إلى الاستجابة للذكاء الاستباقي، والكشف عن التهديد الاستخباري، وإدارة مخاطر الأمن السيبراني من قبل طرف ثالث، وتطور الهجمات الإلكترونية، والكشف عن البرامج الضارة والاستجابة لها، والأطر والمعايير الدولية للأمن السيبراني.
كما يشهد الملتقى تقديم أوراق عمل وعقد جلسات نقاش معمقة يجريها نخبة مختارة ومتميزة من الخبراء والمحاضرين المعروفين على المستوى المحلي والإقليمي والدولي.
ويهدف الملتقى لتعميق معرفة وتطوير مهارات العاملين في مجال الأمن السيبراني في المصارف العربية بالوسائل والأدوات والتقنيات وأنظمة الرقابة اللازمة لمواجهة التهديدات السيبرانية والتصدي للهجمات الإلكترونية خاصة مع تزايد الاعتماد على التكنولوجيا المالية الرقمية.
ويشكل الملتقى فرصة للاستفادة من تبادل الخبرات بين المسؤولين والخبراء المتخصصين في هذا المجال على المستوى الإقليمي والدولي، الأمر الذي يؤدي إلى رفع كفاءة النظام المصرفي العربي ومواكبته للتطورات المتسارعة عالميا في مجال التكنولوجيا المالية.
حضر الجلسة الافتتاحية للمؤتمر طارق عامر محافظ البنك المركزي المصري، واللواء محمد أمين نصر مستشار رئيس الجمهورية للشئون المالية، واللواء خالد فودة محافظ جنوب سيناء، ووسام حسن فتوح الأمين العام لاتحاد المصارف العربية، وعبد المحسن الفارسي عضو مجلس إدارة اتحاد المصارف العربية، ومحمد الإتربي رئيس اتحاد بنوك مصر ونائب رئيس اتحاد المصارف العربية، وعدد من قيادات البنك المركزي المصري والقطاع المصرفي العربي والمصري.
وفي كلمته الافتتاحية بالملتقى، قال المحافظ طارق عامر: تحت إشراف المجلس الأعلى للمدفوعات الذي يرأسه رئيس الجمهورية تم وضع استراتيجية متكاملة للأمن السيبراني تواكب التطورات المتلاحقة في التكنولوجيا الرقمية.
وأضاف: البنك المركزي بدأ الاهتمام بالأمن السيبراني منذ سنوات من خلال خبراء على أعلى مستوى والقطاعات المختصة، ولا يمكن أن يسمح للأحداث أن تسبقنا، بل لا بد أن نعمل من خلال الإجراءات الاستباقية في هذا المجال الحيوي، ومن هنا شهد القطاع المصرفي إنشاء أول وحدة للأمن السيبراني في مصر تضم كفاءات على أعلى مستوى مشهود لهم إقليمياً ودوليا.
وأشار إلى أن البنك المركزي يعمل من خلال سلطاته للتأكد من أن قطاعات الأمن السيبراني بجميع البنوك العاملة في مصر على المستوى المطلوب لمواجهة أي تهديدات سيبرانية، خاصة مع تزايد حجم المعاملات المالية الرقمية في السوق المصري والتي وصلت العام السابق لأكثر من مليار عملية بقيمة حوالي 2.8 تريليون جنيه.
وأضاف: “النتائج الإيجابية التي حققها البنك المركزي على مستوى الاقتصاد القومي جاءت نتيجة العمل المؤسسي والتعاون البناء مع الحكومة والشراكة مع المؤسسات الدولية وانتهاج سياسة الإفصاح والشفافية، وهذه هي قناعة ورؤية البنك المركزي الذي شهد على مدار العقدين الماضيين تحركا في مفاهيم الإدارة والبعد عن البيروقراطية، واضعا في أولوياته استهداف الحفاظ على مستويات منخفضة للأسعار ومستويات منخفضة من البطالة.
وأكد أن مساندة البنك المركزي للقطاع الخاص ليست بهدف مساندة رجال الأعمال ولكن للحفاظ على 24 مليون وظيفة يتمتع بها القطاع الخاص.
ومن جانبه أكد اللواء خالد فودة محافظ جنوب سيناء أن البنك المركزي والبنوك تقدم دعما مستمرا للمحافظة وصناعة السياحة على مستوى الجمهورية، مؤكداً حرص رئيس الجمهورية على تحقيق التنمية الشاملة في سيناء بشمالها وجنوبها والتي تشهد مشروعات تنموية بقيمة 700 مليار جنيه، ستغير وجه ومعالم سيناء.
ولفت إلى أن انعقاد الملتقى المصرفي العربي الأول للأمن السيبراني على أرض شرم الشيخ يؤكد أن المدينة أصبحت قبلة للمؤتمرات الدولية.
ووجه وسام حسن فتوح الأمين العام لاتحاد المصارف العربية التحية إلى البنك المركزي المصري الذي نجح في رفع احتياطيات البلد من العملات إلى نحو 41 مليار دولار في سبتمبر 2021، مشيدا برعايته للملتقى الذي يمثل مناسبة هامة للاستفادة من التجارب العربية والأجنبية وخصوصا تجربة البنك المركزي المصري في مجال الأمن السيبراني.
وقال عبد المحسن الفارسي عضو مجلس إدارة اتحاد المصارف العربية إن موضوع المؤتمر يهم المجتمع والدولة ككل وليس المصارف فقط، ومن الضروري تطوير البنية التحتية المالية الرقمية باستمرار لمواكبة التطورات التكنولوجية المتلاحقة، وهو الاتجاه الذي قطعت فيه الدول العربية خطوات كبيرة بنسب متفاوتة، لمواجهة أخطار الاختراق السيبراني التي قد تمتد إلى العلامة التجارية للمنشأة وتؤثر على إقبال العملاء، مما يؤكد على أهمية وضرورة تعزيز الأمن السيبراني.
وأكد محمد الإتربي رئيس اتحاد بنوك مصر ونائب رئيس اتحاد المصارف العربية أن أحد أبرز تداعيات جائحة فيروس كورونا زيادة الاعتماد على التكنولوجيا في مختلف مناحي الحياة وفي مقدمتها التكنولوجيا المالية مما يتطلب بالضرورة زيادة الاهتمام بالأمن السيبراني، لتأمين وحماية المعاملات المالية الرقمية المتزايدة.