اقتربت شركة إيفرجراند الصينية اليوم الجمعة من التعثر في سداد أٌقساط ديونها بعد أن عجزت عن سداد قسط مستحق أمس الخميس، وهو الأمر الذي يثير قلق المستثمرين.
بلغت ديون الشركة 305 مليارات دولار بينما تعاني نقص السيولة ويشعر المستثمرون بالخوف من انهيار الشركة والتسبب بالتالي في الإضرار بالنظام المالي الصيني وانتقال تداعيات هذا الانهيار إلى النظام المالي العالمي بأسره.
وانقضى موعد سداد فائدة مستحقة على سندات طرحتها إيفرجراند دون التنويه إلى هذا الأمر من قبل الشركة العقارية الصينية ولا من حملة السندات، بحسب وكالة رويترز.
ودخلت الشركة الصينية الآن في فترة سماح لمدة 30 يوما، وستصبح متعثرة بعد انقضاء هذه الفترة.
وقال هوي تشانج وان رئيس الدخل الثابت في آسيا لدى شركة برنسبال جلوبال انفيستورز في سنغافورة :” هذه فترة صمت مخيفة، إذ لا يرغب أحد في تحمل مخاطر هائلة في هذه المرحلة.”
وتابع:” لا توجد سوابق لانهيار شركة بحجم إيفرجراند .. سيتعين علينا الانتظار مدة الأيام العشر القادمة، قبل أن تدخل الصين في عطلة، لتحديد ما سيحدث.”
وأقبل البنك المركزي الصيني مجددا على ضخ السيولة في النظام المصرفي الجمعة، مما يؤشر على دعمه للأسواق. لكن السلطات بقيت صامتة حيال أزمة إيفرجراند وأحجمت وسائل الإعلام الصينية الرسمية عن إرسال أية إشارات حول حزمة إنقاذ مزمعة.
وعينت شركة إيفرجراند مستشاريين ماليين وحذرت من التعثر الأسبوع الماضي، وهوت الأسواق العالمية بشدة يوم الأثنين الماضي وسط مخاوف من انتشار عدوى التعثر، وإن كانت هذه الأسواق قد استقرت منذ ذلك الحين.
المعضلة التي يواجهها واضعي السياسات في الوقت الراهن هي فرض تدابير نظامية مالية دون التسبب في إندلاع اضطرابات اجتماعية، حيث أن انهيار إيفرجراند ربما يتسبب في انهيار سوق العقارات الذي يشكل ما نسبته 40% من الثروة العقارية الصينية.
واندلعت احتجاجات الأسبوع الماضي بمشاركة الموردين ومشتري المنازل والمستثمرين، مما أظهر تزايد فرص تطور الحنق والغضب حال تسبب التعثر في إثارة أزمات لدى شركات تطوير عقاري أخرى.
ووعدت إيفرجراند بسداد مدفوعات واجبة لهؤلاء المستثمرين أولا وسداد كوبون مستحق على سندات محلية الأسبوع الجاري، لكنها لم تذكر شيئا عن مدفوعات فائدة مستحقة لجهات في الخارج أمس الخميس أو قسط بقيمة 47.5 مليون دولار الأسبوع القادم.
وبدأ يسود اعتقاد لدى حملة السندات أنه سيتعين عليهم الانتظار لشهر أو أكثر قبل اتضاح الأمر وأفترضت الأسواق بالفعل أنهم سيتكبدون خسائر كبيرة.
وقالت جينفر جيمس المحللة لدى شركة جينس هندرسون انفيستورز إن الاحتمال الأقرب للتحقق هو توصل الشركة لاتفاق إعادة هيكلة مع الدائنين، لكنها حذرت من أن إساءة إدارة هذا الاتفاق سيخلق حالة من انعدام الثقة بما يعني مفاقمة خطر تفشي عدوى انهيار شركات أخرى للتطوير العقاري.
لا تزيد ديون إيفرجراند المستحقة لجهات في الخارج عن 20 مليار دولار، لكنها تواجه مخاطر ملموسة في الداخل.
وقالت وكالة بلومبرج لو إن الجهات الرقابية الصينية طلبت من إيفرجراند تجنب التعثر في الأجل القريب.
ومن ناحية أخرى، قالت صحيفة وول ستريت جورنال إن السلطات الصينية طلبت من الحكومات المحلية الاستعداد لانهيار إيفرجراند.
وقال وي_ليانج تشانج الاستراتيجي في الاقتصاد الكلي لدى بنك دي.بي.اس في سنغافورا إن السلطات الصينية ربما تفضل حاليا خيار شراء الوقت.