قال أحمد جبر، الرئيس التنفيذي لمكتب GAF Design Studio، إن أزمة كورونا كانت فرصة للعميل للمراجعة والتفكير بشكل جيد حول احتياجاته في الوحدة العقارية التي يبحث عنها والتي تحقق متطلباته خلال الفترة الحالية والمستقبلية، مؤكدا ضرورة مراعاة المصممين المعماريين خلال الفترة المقبلة للمعايير الصحية والبيئية في الوحدة العقارية.
وأوضح خلال المائدة المستديرة "مستقبل المنتج العقاري بعد جائحة كورونا" التي نظمتها مجلة ريالتي كتالوج، أنه يجب إعادة النظر في المساحات المتاحة داخل الوحدة وإعادة تصميمها بما يمكن من استغلال أمثل لها وبما يحقق منفعة أكبر بأقل تكلفة.
وأكد جبر ان متطلبات العملاء في الوحدات المخصصة للأنشطة التجارية تغيرت بعد ازمة كورونا فأصبح الأكبر على المساحات الأقل المصممة بشكل يتيح الاستغلال الجيد الذي يحقق منافع للعملاء بدون تحمل تكلفة اعلى.
وتابع: أصبح العميل الباحث عن وحدة تجارية يريد مساحة أقل، كما أصبح العميل لديه وعي حول التصميم والديكور الأمثل للوحدة التجارية عقب أزمة كورونا والذي يريد وحدة ذات مساحة أقل ذات فتحات تهوية أكبر.
وأضاف أن هناك نقصًا في الحفاظ على الهوية للمدن المصرية ووجود طابع عام يميز كل مدينة في مصر، حيث أن إيجاد الهوية يتطلب التنسيق الكامل بين المصممين المعماريين والمطورين العقاريين تحت مظلة رؤية عامة موحدة تضعها الدولة وهو ما يؤدي في النهاية إلى وجود مدينة ذات هوية موحدة مثل مدينة سانتوريني باليونان أو برشلونة بإسبانيا.
وأشار إلى أن توجه الدولة مؤخرا لتطوير مدن ساحلية بشكل موحد وذات طابع معماري متطور لتكون مدن متجانسة ذات هوية محددة هو أمر محمود ويعد فرصة لخلق الهوية لتلك المدن، ولكن يجب وجود تنسيق عام بين المطورين العقاريين والمعماريين في كل مدينة لتحقيق هذا الهدف.
ويعتقد جبر ان سرعة التنفيذ في بعض المدن قد يكون عائٌقا أمام تطبيق مفهوم الهوية ووجود طابع معماري لهذه المدن، كما شدد على أهمية تصميم منتج معماري مستدام يتواكب مع كل الظروف والمتغيرات الانسانية والبيئية، موضحا أنه بعد فترة تتراوح بين 5 إلى 10 سنوات فإن مشروعات كثيرة وأغلبها التجارية والإدارية ستتغير طبيعتها ونفعيتها بالنسبة للعميل.
وتابع جبر: حل مشكلة الهوية أو المخطط العام لبعض المناطق هو اللجوء إلى الشركات المتخصصة في كل نشاط ولابد للمعماري أن يقوم بموج أسس العمارة وضمان الربحية للمطور في نفس الوقت من خلال دراسات متعمقة يقوم بها المعماري لإقناع المطور وتحقيق الاستفادة بشكل أكبر.
وتوقع تغير طبيعة الأنشطة السكنية خلال الفترة المقبل، فهناك بعض العملاء حاليا يقبلون على شراء الأثاث الذي يتناسب مع المحلات التجارية صغيرة الحجم وذلك لتقليل المساحة وتحقيق أقصى استفادة بتكلفة أقل، وبالنسبة للوحدات الطبية، قال إنها ستتغير بشكل كبير خلال الفترة المقبلة بسبب وجود متطلبات جديدة فيما يتعلق بالعيادات والوحدات الطبية والتي تكون مساحتها أكبر وذلك لخوف العملاء من الأماكن الضيقة بسبب فيروس كورونا ومراعاة التباعد الاجتماعي.