تستهدف الدولة المصرية الوصول بمشاركة الطاقة المتجددة في مزيج الشبكة الكهربائية إلى نحو 20% بحلول عام 2022 مع إمكانية مضاعفتها بحلول 2035، مع إقرار حزمة من السياسات والآليات المرنة لتشجيع الاستثمار الخاص في مشروعاتها، منها البناء والتملك والتشغيل.. فما هي تداعيات جائحة "كورونا" على ملف الطاقة الجديدة والمتجددة؟، وهل نشهد تعثرًا في تلك الخطط؟.
"إيكونمي 24" حاور الدكتور محمد الخياط رئيس هيئة الطاقة الجديدة والمتجددة للإجابة على تلك التساؤلات، فإلى السطور التالية. .
هل أثرت جائحة كورونا على قطاع الطاقة المتجددة في مصر؟
فيروس كورونا أثر سلبًا على نمو الاقتصاد العالمي الذي يعاني من تبعات ركود ترجع لنحو عشر سنوات، كما شهدت تلك الفترة تباطؤ معدلات تنفيذ المشروعات المستقبلية؛ ومشروعات البناء والتشغيل والتملك، BOO، المملوكة للقطاع الخاص.
قد تؤثر الإجراءات الاحترازية على تدفق الاستثمارات الأجنبية المباشرة Foreign Direct Investment, FDI عالميًا، وعلى المستوى المحلي وبالمقارنة بما حققه قطاع الكهرباء والطاقة المتجددة خلال السنوات القليلة الماضية والتي تمثلت في إنشاء مجمع بنبان للطاقة الشمسية ومشروع رياح خليج السويس بإجمالي استثمارات تتجاوز 2.5 مليار دولار، الأمر الذي يضع عدة تحديات أمام الاقتصاد الوطني، منها تنوع آليات جذب الاستثمار، خاصة أن فترات التباطؤ يتبعها انتقاء المستثمرين الأجانب للفرص الاستثمارية.
هل هناك تأجيل لخطة تنفيذ المشروعات الخاصة بالطاقة المتجددة؟
ترتبط إمكانات تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة بمدى توافر مصادر كافية ومنتظمة للطاقة تعتمد على الموارد المتاحة، ومن هذا المنطلق كان التحرك متمثلا في العمل على التوسع في استخدام الطاقة المتجددة وزيادة مساهمتها في تلبية الطلب المتنامي ورفع معدلات الاستثمار في مشروعاتها.
كما أن تسيير مشروعات الطاقة المتجددة في طريقها نحو تحقيق هدف هذه الاستراتيجية في ظل الآليات والتشريعات التي تعمل على دعم تشجيع استخدام مصادر الطاقة المتجددة إلى الوصول لنسبة 20% من إجمالي الكهرباء المنتجة في عام 2022، ومضاعفة هذه النسبة بحلول عام 2035.
ويستدعي العمل على ذلك العمل على عدة محاور منها
- المشروعات الكبرى والعمل على تعظيم دور طاقتي الرياح والشمس
- آليات دمج القطاع الخاص سواء من خلال مشروعات البناء والتشغيل والتملك، BOO.
- منتجو الطاقة المستقلون IPP
- تعظيم دور مشروعات صافي القياس Net Metering
- تعتمد على إنشاء القطاع الخاص في قطاعات الاستهلاك المختلفة، صناعي، زراعي، تجاري، منزلي، مشروعات خلايا شمسية حتى 20 م، وإجراء مناقصة بين ما تستهلكه أحمالهم من الشبكة وما تنتجه مشروعاتهم من طاقة نظيفة.
- المشروعات الصغرى
- مشروعات ضخ المياه بالطاقة الشمسية
- مشروعات الكتلة الحيوية
ما حجم استثمارات الطاقة المتجددة الكلية حاليا في مصر؟ وما حجم الاستثمارات الأجنبية؟
بلغ حجم استثمارات القطاع الخاص حوالي 3 مليارات دولار موزعة على النحو التالي:
- 2.2 مليار دولار مشروعات مجمع بنبان للطاقة الشمسية
- حوالي 600 مليون دولار، مشروع طاقة رياح بنظام BOO في منطقة خليج السويس قدرة كل منها 250 م.و.
- مشروعات حكومية تنفذها هيئة الطاقة الجديدة والمتجددة بإجمالي حوالي 350 مليون يورو، لمشروعات رياح وخلايا شمسية.
تقوم مصر باستيراد معدات الطاقة الشمسية.. فهل نواجه أزمة في الحصول عليها بعد كورونا؟
حال استمرار الإجراءات الاحترازية لفترات أطول في مصر ودول العالم، يتوقع أن يؤثر ذلك على إتاحية قطع الغيار اللازمة لأعمال التشغيل والصيانة، لكنه في الجانب الآخر يرفع من اعتمادية السوق المحلية ذاتيًا، ويوفر فرص عمل أكبر، وكما أن للتحدى جوانبه السلبية إلا أن هناك فرصًا أخرى يمكن الاستفادة منها.
حدثنا عن مشروعات الهيئة من الرياح والطاقة الشمسية ؟
مشروعات طاقة الرياح تبلغ القدرة المركبة لكل من مجمع مزارع الزعفرانة وجبل الزيت حوالى 1100 م.و.
المشروعات التي تتم حاليا مقسمة بين استثمارات حكومية وبعضها تابع للقطاع الخاص ممثلة في 750 ميجاوات طاقة رياح تحت التطوير و250 ميجاوات طاقة شمسية تحت التطوير.
ما يحدث حاليا نتج عنه بعض التباطؤ في تنفيذ المشروعات على مستوى العالم، بينما مصر تسير بخطى منتظمة في ظل اتخاذ وتطبيق كافة الإجراءات الوقائية والاحترازية.
سيتم البدء في تركيب الـ250 ميجاوات الخاصة بمشروع شركة ليكيلا الفرنسية بمنطقة خليج السويس بنظام البناء والتشغيل والتملك، بالإضافة لمشروع آخر يبلغ 250 ميجاوات تابعين للهيئة، حيث من المرتقب أن يبدأ العمل في تنفيذ المشروعين قبل نهاية العام الحالي من خلال أعمال التركيبات.
وفيما يتعلق بالجزء المتعلق بالدراسات وما إلى ذلك، هناك مشروعين ما بين 250 ميجاوات إلى 500 ميجاوات وهي عبارة عن تحالفات جزء منها فرنسي _ياباني _ مصري حصل على مشروع 500 ميجاواتي، ومنها تحالف إماراتي أيضا.
أما فيما يتعلق بالجزء المختص بالطاقة الشمسية، فيجري حاليا تنفيذ مشروع طاقة شمسية لشركة أكوا باور السعودية في كوم أمبو، بالإضافة لـ50 ميجاوات ستبدأ الهيئة في تنفيذها العام الحالي بحيث يصل إجمالي ما يتم تنفيذه من قدرات كهربائية ألف ميجاوات في مراحل التركيب.
أما طاقة الرياح فهي تتوزع بين 250 ميجاوات خلايا شمسية بدأت التركيبات فيها، بالإضافة للمشروعات الأخرى التي قيد التطوير حاليا، ومشروعات الـ250 ميجاوات تبلغ استثماراتها ما بين 250 إلى 300 مليون دولار ومن المرتقب وصول استثماراتها 500 مليون دولار، بالإضافة إلى 200 مليون دولار طاقة شمسية بما يعني أن الإجمالي يصل إلى 750 مليون دولار استثمارات مرتقبة خلال العام الحالي على أن يبدأ تركيبها أيضا.
ما تطورات القواعد التنفيذية لبيع الكهرباء بشكل مباشر من القطاع الخاص للمواطنين؟
أولا: صافي القياس Net Metering
- يحتوى الموقع الإلكتروني للهيئة على بيانات الشركات المؤهلة لتركيب هذه النظم، حيث يستطيع العميل اختيار أي منها، لتتولى الشركة إنهاء إجراءاته سواء مع شركة التوزيع أو مرفق تنظيم الكهرباء وحماية المستهلك إن كانت قدرة المشروع أكبر من 500 ك.و. http://nrea.gov.eg/Investors/FeedInTariffCompanies
http://nrea.gov.eg/Investors/FeedInTariffCompaniesabove500kw
ثانيًا: اشتراطات التأهيل للشركات الراغبة
يحتوي الرابط أدناه على كافة الاشتراطات المطلوبة
http://nrea.gov.eg/Investors/RequirementsCompanies
هل تتجه المدن الجديدة للطاقة الشمسية؟
المصادر المتجددة سواء طاقة شمسية أو كتلة إحيائية تقدم حلولا على المستويات المختلفة سواء صغيرة أو متوسطة، وهو ما قد يناسب مثل هذه المشروعات، فى حين تسمح بإنشاء مشروعات بقدرات أكبر لضخ إنتاجها على الشبكة وبما فيها طاقة الرياح.
انخفاض أسعار النفط لمستويات غير مسبوقة هل سيكون له تأثير على النمو العالمي لاستخدامات الطاقة المتجددة؟
لا شك أن انخفاض الطلب على الوقود الأحفورى، النفط والغاز، خفض من أسعارها إلى الحد الذي رأينا فيه ولأول مرة أسعارًا بالسالب للنفط، ولا شك أن التنافسية تزيد بين الطاقة المتجددة، وهذه المصادر كلما انخفضت أسعار النفط والغاز، توضح التفاوت الكبير في تسعيرهما، وهو ما يخشاه المستثمرون عند التخطيط للمستقبل، فلا شك سوف يشهد المستقبل معاودة ارتفاع الطلب على موارد الطاقة وبالتالي ارتفاع أسعار النفط والغاز.
هل تخطط هيئة الطاقة الجديدة والمتجددة لتنفيذ مشروعات طاقة الكتلة الحيوية؟
إجمالي المشروعات المنفذة بالفعل في طاقة الكتلة الحيوية في محطة الجبل الأصفر بقدرة 10 ميجاوات، بالاضافة إلى مشروعات تابعة للقطاع الخاص بقدرة 1.5 ميجاوات، ويجري تنفيذ مشروعات في الفترة الحالية بقدرة 3 ميجاوات، وتخطط الهيئة لتنفيذ مشروعات طاقة الكتلة الحيوية بقدرة 51 ميجاوات خلال الفترة المقبلة، ودون استخدام هذا النوع من الطاقة في السوق المصرية يحتاج إلى مزيد من الدراسة.
ويعتمد إنتاج الكهرباء من الطاقة الحيوية على محطات تستخدم الوقود الحيوي، مثل المخلفات الزراعية والحيوانية والصناعية، عبر إحراقها لتشغيل وحدات توليد الكهرباء.