أكدت شركة إتش سي لتداول الأوراق المالية، في مذكرة بحثية اليوم، على صمود القطاع البنكي المصري في مواجهة أزمة فيروس كورونا المستجد.
وأعلنت الشركة تقييماتها لسعر أسهم الثلاث بنوك تحت تغطيتها وهم: البنك التجاري الدولي، ومصرف أبو ظبي الإسلامي – مصر، وكريدي أجريكول – مصر.
وقالت مونيت دوس، محلل أول الاقتصاد الكلي وقطاع الخدمات المالية بشركة إتش سي في المذكرة: “نخفض تقييمنا للسعر المستهدف للبنك التجاري الدولي بنسبة 17% تقريبا إلى 95.5 جنيه للسهم، ومصرف أبو ظبي الإسلامي – مصر بنسبة 14% تقريبا إلى 21.8 جنيه للسهم، وكريدي أجريكول بنسبة 21% تقريبا إلى 41.0 جنيه للسهم”.
وأضافت دوس، أن إتش سي أبقت على توصياتها بزيادة الوزن النسبي لبنوك التجاري الدولي ومصرف أبو ظبي الإسلامي – مصر، ورفعت تقييمها لكريدي أجريكول – مصر من توصية محايدة إلى توصية بزيادة الوزن النسبي.
وأشارت دوس، أن الاختيار وقع على سهم البنك التجاري الدولي لما تم بناءه عليه من توقعات له بأداء متميز ضمن بنوك القطاع تحت تغطية شركتها، مؤكدة أن البنك التجاري الدولي هو الاختيار الأفضل نظرًا للنمو الجيد في ميزانيته العامة، والربحية العالية، والجودة العالية للأصول، والرسملة العالية.
وأكدت دوس، أنه على الرغم من إعجاب شركتها بأداء مصرف أبوظبي الإسلامي – مصر، إلا أنها تعتقد أن تأخير زيادة رأس المال سوف يؤثر سلبا على سعر السهم، وأنه عند المستويات الحالية، تعتقد أن سهم كريدي أجريكول يتم تداوله بأسعار منخفضة جدا.
واستطردت مونيت دوس مفسرة: “بالرغم من تخفيض توقعاتنا لنمو إجمالي الناتج المحلي نري أن مصر ما زالت تقدم عوائد -معدلة- المخاطر جاذبة للاستثمار الأجنبي في أذون الخزانة كما نتوقع صمود القطاع البنكي في ظل تباطؤ اقتصادي”.
وتري محلل أول الاقتصاد الكلي وقطاع الخدمات المالية بشركة إتش سي، أن السياحة والاستثمارات الخاصة والإنفاق الاستهلاكي خلال عام 2020 هي أهم مكونات إجمالي الناتج المحلي التي تأثرت سلبا بانتشار فيروس كوفيد-19 في مصر.
وبناء عليه قالت دوس: قمنا بمراجعة توقعاتنا لنمو إجمالي الناتج المحلي المتوقع للسنة المالية 19/20 بالخفض مرتين، من 5.9% إلى 4.7% والآن إلى 4%، وقد راجعنا أيضا توقعاتنا لنمو إجمالي الناتج المحلي للسنة المالية 20/21 بالخفض إلى 3.7% من 6.1% سابقا.
ولفتت إلى إطلاق الحكومة المصرية والبنك المركزي المصري عدة مبادرات بغرض مكافحة التأثير السلبي COVID-19، عبر دعم القطاع الخاص بما في ذلك خفض سعر الفائدة 300 نقطة أساس من قبل البنك المركزي المصري في مارس لتحفيز النشاط الاقتصادي.
وقالت إنه باستخدام معدل شارب Sharpe ratio للأسواق الناشئة المختلفة، تعتقد اتش سي أن العوائد الحالية لسوق الخزانة المصرية لا تزال جذابة للاستثمار الاجنبي إلى جانب استقرار سعر العملة المحلية بالمقارنة مع الأسواق الناشئة الأخرى مما يقلل حجم المخاطر للمستثمر الأجنبي.
وتابعت دوس: ” من وجهة نظرنا يجب أن يؤدي هذا إلى استعادة التدفقات الأجنبية إلى سوق الخزانة المصرية وبالتالي يؤدي إلى تقليل عوائد أذون الخزانة وكذلك سعر العائد علي الودائع البنكية مع توقعاتنا باستقرار سعر الفائدة دون تغيير حتى نهاية 2020 “.
وأضافت: نعتقد أن الأسس الاقتصادية القوية في مصر ستدعم ربحية القطاع المصرفي، على الرغم من تخفيض توقعات إش سي لأرباح 2020، وتأجيل الإقراض لتمويل المصروفات الرأسمالية لعام 2021، إلا أننا نتوقع أن يبقي كل من البنك التجاري الدولي ومصرف أبو ظبي الإسلامي – مصر وكريدي أجريكول – مصر على ربحيتهم بالرغم من تخفيض توقعاتنا لأرباح عام 2020 بسبب انخفاض الميزانية والدخل من غير الفوائد وارتفاع المخصصات.
وأدى تفشي كوفيد-19 منذ منتصف مارس، إلى تباطؤ نشاط الأعمال في مصر حيث اتخذت الحكومة بعض الإجراءات الاحترازية بما في ذلك فرض حظر تجول جزئي ووقف بعض وسائل النقل العام.
ونتيجة لذلك، قررت الشركات العاملة في مصر تأجيل خطط تمويل المصروفات الرأسمالية حتى عام 2021 وأبقت فقط على الاقتراض لتمويل رأس المال العامل.
وأطلق البنك المركزي المصري العديد من المبادرات لتخفيف العبء على الأفراد والشركات، بما في ذلك تأجيل سداد القروض الشخصية وقروض الشركات لمدة 6 أشهر والإعفاء من الرسوم والعمولات عن التعاملات عبر الإنترنت.
وترى إش سي أن هذه المبادرات ستقلل من ربحية البنوك المصرية لعام 2020 وتشكل ضغطا على تدفقاتها النقدية، ولكن مبادرات البنك المركزي الأخرى لتقديم قروض مدعومة لقطاعات السياحة والصناعة والمقاولات والزراعة قدمت متنفسا للبنوك لأن البنك المركزي سيعوضها عن الفرق بين متوسط سعر الكوريدور + 2٪ ومعدل الفائدة المدعوم 8٪ الذي تدفعه هذه الشركات.
وقامت إتش سي بتخفيض توقعاتها لحجم الودائع لعام 2020 لكل من البنك التجاري الدولي، ومصرف أبو ظبي الإسلامي – مصر، وكريدي أجريكول – مصر بمتوسط قدره 11٪ وكذلك حجم القروض بمتوسط 12% تقريبا.
فيما احتفظت بتوقعاتها لتوظيف الأموال عند 106% تقريبا للبنك التجاري الدولي ومصرف أبو ظبي الإسلامي – مصر و95% تقريبا لكريدي أجريكول – مصر، حيث تخصص البنوك السيولة الزائدة لأدوات الخزانة الحكومية.
وقالت إن ارتفاع نسبة الودائع قصيرة الأجل لدى البنك التجاري الدولي ستؤدي لتحقيق صافي هامش من الفائدة عالي.
ولفت إلى أن شركتها تراجع بالخفض توقعاتها لصافي الأرباح المتوقعة لعام 2020 بمتوسط 29% تقريبا للبنوك الثلاثة بسبب انخفاض الدخل من غير الفوائد وارتفاع مخصصات الديون المعدومة.