حولت أسعار النفط من مسارها في تعاملات اليوم الأربعاء، في أعقاب خسائر قاسية دامت يومين متتاليين، مع توقف النشاط الاقتصادي في العالم بسبب تفشي وباء كوفيد-19.
وحقق خام برنت مكاسب بنسبة 11.5% إلى 21.62 دولار، فيما ارتفع خام تكساس بنسبة 30%، إلى 15 دولار.
وكانت أسعار النفط الأميركي انهارت في مطلع الأسبوع إلى مستوى غير مسبوق ناهز 40 دولاراً تحت الصفر للبرميل، بسبب تراجع الطلب وتخمة المخزونات الناجمين عن تفشي وباء كوفيد-19.
وأدى التباطؤ في اقتصادات العالم بسبب الوباء إلى فائض في النفط أجبر وسطاء الخام على دفع أموال للتخلص من البراميل التي تعهدوا بشرائها.
وتوقع أيهم كامل رئيس دائرة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في Eurasia Group عودة أسواق النفط للضعف، على الرغم من التذبذب والاتجاه الصعودي المعاكس الذي أعقب الهبوط التاريخي.
وقال كامل في مقابلة مع "العربية" إن هناك مشاكل تواجه أسواق النفط، تتمثل في مشاكل مالية واجهت عقود مايو ويونيو للمشترين الذين لا يملكون قدرة على التخزين.
وأضاف أن ثاني المشاكل الأساسية التي تواجه أسواق النفط، هي معضلة وضوح الرؤية حيال "عودة الاقتصاد العالمي والمعامل المستهلكة للنفط للعمل بصورة مناسبة".
وقال محللون إن ارتفاع الأسعار في بداية الجلسة نجم عن أنباء تفيد أن الدول الأعضاء في منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) وعدد من حلفائها في مجموعة "أوبك+" أجرت مؤتمراً هاتفياً الثلاثاء. لكن الأسواق عادت إلى الواقع بسرعة.
ويرى مراقبون أنه لا حل كبيراً لقطاع النفط ما لم ينتهِ هذا الوباء.
وقال جينغيي بان، الخبير الاستراتيجي في الأسواق في مجموعة "آي جي"، إن "المسار التراجعي العلني قد يبقي الأسعار منخفضة في الأمد القريب إلى أن نرى الضوء في نهاية النفق مع استئناف تدريجي للنشاط الاقتصادي المتوقف في جميع أنحاء العالم".
وكان سعر خام غرب تكساس الوسيط تسليم شهر مايو انهار يوم الاثنين للمرة الأولى في التاريخ إلى ما دون الصفر، (-40،32 دولاراً للبرميل)، بعدما اضطر البائعون لأن يدفعوا للمشترين ليتسلموا النفط الخام منهم في ظل امتلاء منشآت التخزين عن آخرها وتراجع الطلب على الذهب الأسود بسبب تداعيات الوباء.
وانهارت أسعار خام غرب تكساس الوسيط لأن مهلة إبرام عقود مايو انقضت الثلاثاء، مما أجبر المتعاملين على العثور على مشترين قبل انقضاء هذه المهلة.
وأتى هذا التدهور غير المسبوق نتيجة لتداعيات فيروس كورونا المستجد الذي دمر الاقتصاد العالمي عبر إجبار مليارات الأشخاص على ملازمة منازلهم لوقف التفشي، وجراء حرب أسعار بين روسيا والسعودية.
وأدت حرب الأسعار إلى تخمة في الاحتياطات الأميركية وهو ما أثر سلباً على منتجي النفط الصخري في الولايات المتحدة.
وأعلنت منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) يوم أمس الثلاثاء أن العديد من دولها الأعضاء إضافة إلى دول أخرى منتجة لا تنتمي إلى المنظمة، ناقشت عبر الفيديو "الوضع الصادم" لسوق الخام والذي تجلى في تدهور تاريخي للأسعار على خلفية وباء كوفيد-19.