أجرت منظمة السياحة العالمية تحليلا للوضع العالمى فى ظل انتشار فيروس كورونا الجديد لمعرفة تأثيره على قطاع السياحة العالمى، حيث قدرت المنظمة أن عدد السياح الدوليين قد ينخفض بنسبة من 1% إلى 3% خلال العام الحالى 2020 على مستوى العالم، وهذا من شأنه أن يترجم إلى خسارة تقدر بما يتراوح بين 30 إلى 50 مليار دولار أمريكى فى إنفاق الزوار الدوليين فى الوجهات السياحية (إيرادات السياحة الدولية) .
وأشارت المنظمة إلى أن تلك الأرقام جاءت بالقياس بسيناريو سارس الذى انتشر عام 2002 / 2003 وتأثيره، وديناميات سوق السفر العالمى، واضطرابات السفر الحالية، والانتشار الجغرافى لـ COVID-19 وتأثيره الاقتصادى المحتمل .
ولفتت المنظمة إلى أنه فى الوقت الحالى، من المتوقع أن تكون منطقة آسيا والمحيط الهادئ هى المنطقة الأكثر تضرراً بانخفاض أعداد السائحين بنسبة من 9% إلى 12% فى عام 2020، مقارنة بنمو كان متوقعاً من 5% إلى 6% فى أوائل يناير، لافتة إلى أن تأثير اندلاع COVID-19 سيشعر به الجميع، ولكن التأثير الأكبر سوف يكون على الشركات الصغيرة والمتوسطة والتى قد تتعرض للإفلاس، وهذا يستدعى اتخاذ تدابير الدعم والإنعاش لقطاع السياحة فى أكثر البلدان تضرراً .
وأوضحت المنظمة أن السياحة الدولية شهدت نمواً مطرداً على مدار السنوات الماضية على الرغم من الأزمات التى مرت بها عدة مرات، مما يدل على قوة القطاع ومرونته، مشيرة إلى أنها مرت بفترات عصيبة مماثلة فى عام 2003 خلال وباء فيروس سارس SARS، وحرب العراق عام 1991، والحادى عشر من سبتمبر عام 2001، والأزمة الاقتصادية والمالية العالمية عام 2009، وبالرغم من ذلك كانت كل مرة تنهض مرة أخرى وتنتعش بقوة وبسرعة فى السنوات التالية لتلك الأزمات .
وقالت المنظمة :"تلك الأيام يعد قطاع السياحة حاليًا واحدًا من أكثر القطاعات تضرراً من تفشى مرض فيروس كورون COVID-19، وتأثيره السلبى على كل من العرض والطلب على السفر، لا سيما فى الصين، السوق العالمية الرائدة فى الإنفاق، وكذا على الأسواق الآسيوية الرئيسية الأخرى والوجهات الأوروبية مثل إيطاليا".
وأوضحت أن الصين أكبر سوق مصدر للحركة السياحية على مستوى العالم، كان اقتصادها عام 2003 سابع أكبر اقتصاد فى العالم، حيث كان اقتصادها فى هذا الوقت يمثل 4% من الناتج المحلى الإجمالى العالمى، بينما اليوم فاقتصاد الصين الآن هو ثانى أكبر على مستوى العالم ويمثل 20% من الناتج المحلى الإجمالى العالمى .
وقد أدت القيود المفروضة على السفر وإلغاء الرحلات الجوية أو تخفيضها إلى انخفاض كبير فى توفير خدمات السفر (المحلية والدولية) بينما يستمر الطلب فى التراجع بشكل ملحوظ، وأصبح فيروس كورونا COVID-19 تهديد جديد للاقتصاد العالمى فى سياق اقتصاد عالمى ضعيف فى الأصل. علاوة على ذلك، فإن تفشى COVID-19 يأتى على رأس سيناريو غير مؤكد إلى حد ما لاستمرار التوترات الجيوسياسية والاجتماعية والتجارية وتأثيرات ما بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى والأداء غير المتكافئ بين أسواق السفر الخارجية الرئيسية .
وأشارت المنظمة إلى أنها ستواصل مراقبة تأثير COVID-19 على السياحة الدولية وتوفير بيانات وتحليلات محدثة .