وقع صندوق الاستثمار الفلسطيني اتفاقية قرض مع مؤسسة التمويل الدولية بقيمة 60 مليون شيكل إسرائيلي بهدف تمويل جزءٍ من برنامج الطاقة الشمسية على أسطح 500 مدرسة حكومية، والهادف لدى إتمامه إلى توليد 35 ميجاواط من الطاقة النظيفة على مدار 3 سنوات، ويتم تنفيذ هذا البرنامج من خلال شركة مصادر التابعة للصندوق، وبالشراكة مع وزارة التربية والتعليم وشركات توزيع الكهرباء.
ويشكل هذا البرنامج جزءاً من برنامج "نور فلسطين" للطاقة الشمسية الذي ينفذه الصندوق بهدف توليد 200 ميجاواط من الكهرباء، وهي ما تعادل حوالي 17% من احتياجات فلسطين من الطاقة الكهربائية، في حين يعتبر إنشاء محطات لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية في كل من أريحا وجنين الجزء الآخر من برنامج "نور فلسطين".
وأكد رئيس مجلس إدارة صندوق الاستثمار الفلسطيني الدكتور محمد مصطفى أن الصندوق "يقود برنامجاً استثمارياً مؤثراً يغطي محفظة متنوعة من القطاعات الاقتصادية الاستراتيجية، ويركز استثماراته في قطاعات إنتاجية على رأسها قطاع الطاقة بشقيها التقليدية والمتجددة، وذلك بهدف المساهمة في تقليل فاتورة الطاقة على اعتبار أن ما يزيد عن 95% من الكهرباء في فلسطين يتم استيرادها من الدول المجاورة، والدفع باتجاه بناء قطاع طاقة فلسطيني مستقل بعيداً عن التبعية الاقتصادية".
وأضاف د. مصطفى: "يعتبر إتمام هذه الاتفاقية إنجاز نفخر به، وهي إحدى ثمار التعاون بين الصندوق ومؤسسة التمويل الدولية IFC. ونتطلع لاستمرار وتوطيد هذا التعاون، على اعتبار أن برنامج الطاقة الشمسية على أسطح المدارس أحد المشاريع التنموية التي تعتبر محط اهتمام المؤسسة". منوهاً إلى أن الصندوق يفخر بالشراكة مع مؤسسات دولية عريقة كون هذه الشراكات تؤكد من ناحية أهمية واستراتيجية المشاريع التي يعمل الصندوق على تنفيذها، ومن ناحية أخرى تعتبر هذه الشراكات تأكيداً على مدى جودة الحوكمة التي يطبقها الصندوق وفق أعلى المعايير الدولية.
هذا ونفذّت شركة مصادر المرحلة الأولى من المشروع من خلال تركيب أنظمةِ توليد الكهرباء على 30 مدرسة تم ربطها على شبكات التوزيع، في حين جاري العمل على المرحلة الثانية حيث من المتوقّع أن يتم الانتهاء من تركيب الأنظمة على 120 مدرسة إضافية حتى نهاية العام بمجموع 150 مدرسة من أصل 500 مدرسة مستهدفة.
بدورها، قالت السيدة ليندا ميونينغيتروا، مديرة البنية التحتية في مؤسسة التمويل الدولية بمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا: "هناك حاجة ملحة لخلق فرص اقتصادية في الضفة الغربية وقطاع غزة، والتركيز على توفير وتحسين الخدمات الأساسية للبنية التحتية، الأمر الذي سيسهل الأعمال التجارية ويعزز روح المبادرة لدى الفلسطينيين".
وأوضح الرئيس التنفيذي لشركة المصادر عازم بشارة: "تنفذ مصادر هذا المشروع بالشراكة مع وزارة التربية والتعليم وشركات توزيع الكهرباء، بحيث ستعمل هذه الشركات على المشاركة في التنفيذ والإشراف على المشروع، وشراء الكهرباء التي سيتم إنتاجها، في حين ستعمل الوزارة على استخدام الوفورات الناتجة من فاتورة الكهرباء في تغطية مصاريف المدارس، وتطوير العملية التعليمية.
وأضاف بشارة: "سيكون لهذا البرنامج فوائد اقتصادية عديدة، بحيث سيم تزويد شركات التوزيع بإمدادات ثابتة من الطاقة، الأمر الذي سياهم في زيادة الإنتاج والتوسع وخلق فرص العمل، مما يؤدي في النهاية إلى دفع عجلة النمو الاقتصادي. كذلك، يقدم البرنامج أيضًا فوائد لشركات توزيع الكهرباء الفلسطينية من خلال توفير الكهرباء بتكلفة أقل مما هو متاح حاليًا من إسرائيل، بالإضافة إلى تقليل الخسائر الفنية".