التقت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولى، اليوم الخميس 16 يناير 2020، بأعضاء وفد رفيع المستوى من المديرين التنفيذيين بالبنك الدولى لعرض برنامج الإصلاح الإقتصادى للحكومة المصرية خلال الفترة من 2016 إلى 2019
كذلك عرض أولويات البنك خلال المرحلة المقبلة، والإستراتيجية الجديدة للتعاون بين جمهورية مصر العربية والبنك الدولى وفق أولويات الحكومة المصرية، والإصلاحات الهيكلية والتشريعية التى ستقوم بها لزيادة تمكين القطاع الخاص والاستثمار فى رأس المال البشرى خاصة فى الصحة والتعليم والحماية الإجتماعية، حيث تعد هذه الزيارة الأولى لهذا الوفد إلى مصر منذ عام 2014.
ويضم الوفد كل من، الدكتور ميرزا حسن، عميد مجلس المديرين التنفيذيين والمدير التنفيذي بالبنك الدولي، أبارنا سوبرامانى "الهند"، ريتشارد مونتغمرى "المملكة المتحدة"، وجان كلود تشاتشوانج "جيبوتى"، و يورجن زاتلر "المانيا"، و أدريان فرنانديز "اوروجواى" و آن كاباجامبى "اوغندا"، و رومان مارشافين "روسيا"، وكاتارزينا كوروفسكا "بولندا"، إضافة إلى السفير راجى الإتربى، المدير التنفيذى المناوب لمصر والدول العربية بالبنك الدولى، ومارينا ويس، مديرة مكتب البنك الدولى فى مصر، ووليد لبادى، مدير مكتب مؤسسة التمويل الدولية فى مصر.
ورحبت الدكتورة رانيا المشاط، بزيارة الوفد الذى يمثل جزء من مجلس المديرين التنفيذيين للبنك الذى يترأسه رئيس مجموعة البنك الدولى ويتكون من 25 مدير تنفيذى ممثلين عن 189 دولة من الدول الاعضاء بالبنك الدولي.
وأكدت الوزيرة، حرص مصر على مواصلة الحوار والتشاور مع البنك، وتدعيم العلاقات المثمرة بين الجانبين، بما يراعى أولويات الحكومة المصرية ويدعم مختلف الجهود التنموية للدولة، خاصة المشروعات التى تمثل أولوية لدى مصر فى مجالات مثل الطاقة والتعليم والرعاية الصحية وتمكين المرأة.
وعرضت المشاط، ما قامت به الحكومة من إصلاحات اقتصادية وتشريعية ضمن برنامجها للاصلاح الإقتصادى والذى تم بالتعاون مع صندوق النقد الدولى وساهم فيه البنك الدولى وعدد من المؤسسات الدولية، وما نتج عن هذه الاصلاحات من زيادة فى النمو الإقتصادى والتغلب على اختلالات مالية ونقدية، وبرنامج الحماية الإجتماعية من خلال تكافل وكرامة والذى ساهم فيه البنك الدولى، موضحة تأثير هذه الاصلاحات فى المساهمة فى تحقيق الاهداف السبعة عشر للتنمية المستدامة.
وأشارت الوزيرة، إلى الدور المنوط لوزارة التعاون الدولى طبقا للقرار الجمهورى رقم 303 لسنة 2004 ورؤيتها الهادفة إلى تدعيم الشراكة متعددة الاطراف لجمهورية مصر العربية مع شركاء التنمية والحكومات وصانعى السياسات الاقتصادية الدوليين، والقطاع الخاص والمجتمع المدنى لتحقيق أجندة التنمية الوطنية 2030 اتساقا مع أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة.
وأوضحت المشاط، أن الوزارة أعدت دراسة جديدة حول الشراكة العالمية من أجل التعاون الإنمائى الفعال، والتى تعد منصة تشاركية تجمع الجهات ذات الصلة بالعملية التنموية ومنهم البنك الدولى، بهدف زيادة فاعليات جهود التنمية للمساهمة فى تحقيق أهداف التنمية المستدامة، واستدامة نتائجها على المدى الطويل، حيث تسعى الشراكة إلى توحيد الجهود التنموية للحكومة والمنظمات الثنائية والمتعددة الأطراف والجهات الفاعلة فى المجتمع المدنى والقطاع الخاص وزيادة مشاركتهم والتزامهم فى عملية التنمية.
وأكدت الوزيرة، حرص الحكومة المصرية على مشاركة أكبر للقطاع الخاص فى التنمية، نظرا لدوره كمحرك رئيسى للنمو الاقتصادى فى مصر.
حيث تهدف الوزارة لخلق التكامل بين مشروعات التنمية الممولة من قبل شركاء التنمية واستثمارات القطاع الخاص وذلك من خلال تعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص فى تنفيذ المشروعات التنموية، وتوفير حزم تمويلية ملائمة لاحتياجات القطاع الخاص وخاصة المشروعات متناهيه الصغر والصغيرة والمتوسطة، وتعزيز مكانة مصر كمركز إقليمى لاستقطاب رواد الأعمال من خلال العمل على توفير الدعم المالى والتقنى والخبرات الدولية فى هذا المجال، ودعم برامج التنمية الاقتصادية الشاملة للمناطق الاكثر احتياجا، والذى يهدف إلى تنشيط القطاع الخاص فى خلق فرص العمل فى هذه المناطق، مع العمل على تعزيز دور المرأة كفاعل رئيسى فى التنمية، متماشيا مع استراتيجية تمكين المرأة المصرية حتى 2030 لكونها من أهم المستفيدين من المشروعات التنموية، بما يعمل على تحقيق اهداف التنمية المستدامة.
حيث تحرص الوزارة على العمل مع شركاء التنمية لرفع مستوى معيشة المرأة من خلال مشروعات التعليم والصحة والتضامن الاجتماعى، وتمكين المرأة من خلال خطوط ائتمان المشروعات متناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة خاصة فى المناطق الأكثر احتياجا.
وأشاد أعضاء الوفد رفيع المستوى للمديرين التنفيذيين للبنك الدولى، بما تحقق من قصص نجاح على المستوى العالمى فى مشروعات تنموية منهم مشروع الطاقة الشمسية فى بنبان بأسوان، مما يساهم فى تحقيق أهداف التنمية المستدامة، فى ظل ما أثبتته مصر من قدرتها على تخطي العديد من الصعاب التي واجهتها خلال السنوات الماضية، ونجاحها في تنفيذ برنامجها للإصلاح الاقتصادي.
ما أسفر عن تحسن في مختلف المؤشرات الاقتصادية، في ضوء أن مصر تعد من أعلى الدول في معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي ليس فقط في المنطقة، بل على مستوى العالم، بما في ذلك بين الاقتصادات النامية الكبرى، بما يعكس تنامي الثقة الدولية في الاقتصاد المصري.
وأكد أعضاء الوفد، حرص البنك على تعزيز أطر التعاون المتنامية مع مصر، ومساندة ودعم مشروعات تنموية جديدة.
وخلال الاجتماع، ناقش الجانبان، تعميق مستوي الشراكة بين جمهورية مصر العربية والبنك الدولى خلال السنوات المقبلة، ضمن جهودها لتحقيق اهداف التنمية المستدامة، ووفق أولويات برنامج الحكومة المصرية فى المساهمة من البنك فى اقامة مشروعات تنموية جديدة، مع دعم القطاع الخاص من خلال مؤسسة التمويل الدولية، التى تمثل الذراع المعنية بالقطاع الخاص فى البنك الدولى، لتحقيق قصص نجاح جديدة مثل مشروع محطة الطاقة الشمسية فى بنبان بأسوان، الذى يعد أكبر محطة طاقة شمسية فى العالم، واختاره البنك الدولى كأفضل مشروعاته تميزا على مستوى العالم، وسوف يقوم الوفد خلال زيارته إلى مصر بزيارة المشروع ضمن عدد من المشروعات التنموية المساهم فيها إضافة إلى مشروع تكافل وكرامة ومشروع الإسكان الإجتماعى.
وتبلغ محفظة التعاون الحالية بين جمهورية مصر العربية ومجموعة البنك الدولى نحو 8 مليارات دولار، منقسمة نحو 5.8 مليار دولار للبنك الدولى للإنشاء والتعمير، و2.2 مليار دولار استثمارات لمؤسسة التمويل الدولية فى مصر.
وبحث الجانبان، إستراتيجية التعاون الجديدة بين جمهورية مصر العربية والبنك الدولى خلال السنوات المقبلة، خاصة فى المجالات التى تمثل أولوية لدى مصر فى مجالات مثل الإسكان الإجتماعى والتنمية المحلية وريادة الأعمال والحماية الاجتماعية والنقل والرعاية الصحية والبيئة والتعليم، وتطرق الجانبان، إلى الإصلاحات الإقتصادية المستقبلية التى ستقوم بها مصر ضمن برنامجها للإصلاح الاقتصادى.