أكد المهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية فى الكلمة الافتتاحية لمؤتمر "الطاقة آفاق الاستثمار وفرص النمو" الذى نظمته مؤسسة الأهرام أن مصر وضعت محور التنمية المستدامة "رؤية مصر 2030"، التي تستند إلى محرك أساسي يتمثل في برنامج طموح للإصلاح الاقتصادي.
وأوضح الملا أنه من أهم الإنجازات التي شهدها القطاع علي مدار ٥ أعوام تنفيذ 27 مشروعاً لتنمية حقول الغاز باستثمارات تقدر بـ 31 مليار دولار، ووصول انتاج مصر إلى 7,2 مليار قدم مكعب غازيومياً ، وتحقيق الاكتفاء الذاتي وتحويل مصر من أحد أكبر الدول المستوردة للغاز.
إلى إعادة التصدير وتوقيع 99 اتفاقية بترولية خلال تلك الفترة بحد ادني للاستثمارات يبلغ حوالى 16 مليار دولار وذلك بالإضافة إلى خفض مستحقات الشركاء الأجانب بأكثر من 80% لتصل إلى أقل من 900 مليون دولار، الامر الذي انعكس على جهودهم وزيادة استثماراتهم خلال الفترة الماضية.
وأكد الوزير على تحقيق رقم قياسي غير مسبوق في مجال المشروع القومي لتوصيل الغاز للمنازل تحت رعاية السيد رئيس الجمهورية، حيث تم رفع معدلات التوصيل إلى أكثر من 250ر1 مليون وحدة سكنية سنوياً، ليصل إجمالى ما تم توصيله إلى أكثر من 6ر10 مليون وحدة سكنية ، كما أشار إلى التوسع في مشروع تحويل السيارات للعمل بالغاز الطبيعي في ضوء سياسات تعظيم القيمة المضافة وتخفيض فاتورة الدعم وتنفيذ مشروعات لرفع كفاءة مجمعات ووحدات ومصافي التكرير، وكذلك رفع الطاقات الاستيعابية لاستقبال ونقل وتخزين المنتجات البترولية والغاز باستثمارات تبلغ حوالى 5 مليار دولار ، وكذلك تطوير صناعة البتروكيماويات ذات القيمة المضافة بالدولة لتواكب متغيرات السوق العالمي من خلال عدة مشروعات بلغت استثماراتها أكثر من 4 مليار دولار ، ونجاح تنفيذ برنامج اصلاح دعم الوقود مما ساهم فى خفض معدلات الاستهلاك المحلى والحد من الواردات وزيادة الصادرات.
وأكد الملا على تحقيق خطوات إيجابية وملموسة نحو تنفيذ مشروع مصر القومي للتحول الى مركز إقليمي لتجارة وتداول الغاز والبترول ، وأشار الوزير إلى طرح أول مزايدة عالمية في البحر الأحمر بعد ترسيم الحدود البحرية مع المملكة العربية السعودية والتى تم الاعلان عن نتائجها اليوم بفوز ٣ شركات عالمية باجمالى مساحات بلغت ١٠ آلاف كيلو مترمربع وحجم استثمارات حوالى ٣٢٦ مليون دولار ترتفع الى عدة مليارات من الدولارات فى مراحل التنمية فى حالة تحقيق الاكتشافات.
وقال الوزير أن الحاضر لم يشغلنا عن التخطيط للمستقبل ، وأنه دعما لدور مصر الرائد اقليمياً ودولياً في دعم مسيرة التنمية في دول المنطقة عمل قطاع البترول من خلال استراتيجيته لتحويل مصر لمركز إقليمي لتجارة وتداول البترول والغاز، على ترسيخ مبدأ استغلال امكانات وموارد الغاز في تحقيق التكامل الاقتصادي الذي يسهم بدوره في تهدئة التوترات ومواجهة التحديات السياسية وتمهيد الطريق نحو تأمين الطاقة للشعوب ونشر السلام بين دول العالم ، وان جهود مصر تكللت بتأسيس مصر لمنتدى غاز شرق المتوسط بهدف تعزيز التعاون من خلال حوار منهجي وصياغة سياسات إقليمية لتحقيق الاستغلال الأمثل لإمكانات الغاز بالمنطقة بما يحقق المصالح المشتركة ، و انه على التوازي يسعي قطاع البترول الي توطيد أواصر التعاون مع العديد من دول العالم والقوى العالمية، وتم بالفعل توقيع العديد من الاتفاقيات مع عدد من الدول المحيطة بما يساهم في تحقيق أمن الطاقة اقليميا، وكذلك تم توقيع اتفاقية للشراكة الاستراتيجية في مجال الطاقة بين مصر والاتحاد الأوروبي تتضمن بنودها دعم الاتحاد الأوروبى لمصر لتصبح مركزا اقليميا للطاقة، خاصة وأن دول الاتحاد الأوروبي تمثل الأسواق الرئيسية لغاز شرق المتوسط، كما تم توقيع مذكرة تفاهم للتعاون فى مجال الطاقة مع الولايات المتحدة الأمريكية واطلاق حوار استراتيجي بين البلدين فى هذا المجال.
واكد الملا ان كل ما تحقق من إنجازات فى مجال الطاقة كان نتاج توافر عناصر ومقومات للنجاح والتى يأتي على رأسها القيادة السياسية الواعية التي سعت بكل إمكاناتها لتحقيق الاستقرار الامني والسياسي والاقتصادي لهذا الوطن ، يتبعها العمل وفق استراتيجية وخطط عمل موضوعة علي أسس علمية ومنهجية واضحة ، ومصحوبة بخلق حوار متفتح مع الشركاء للتعرف على المشاكل والتخلي عن طريقة العمل التقليدية واتخاذ قرارات إصلاحية جريئة تحقق مصالح الطرفين ، ومتسلحة بانتماء وإخلاص وتفاني العاملين بقطاع البترول، الذين تعاهدوا على رفعه هذا القطاع ودعم خطط الدولة لتحقيق التنمية المنشودة لشعب مصر.
و اكد الوزير فى ختام كلمته ان التنمية خيار حتمي لشعوبنا المتطلعة للأفضل وأن مصر أصبح لديها مناخ استثماري جاذب يتيح الانطلاق نحو تحقيق المزيد من النجاحات وسيمثل مؤتمر اليوم فرصة سانحة لعرض كل ما لدينا من فرص استثمارية واعدة في مجال الطاقة على كل مستثمري العالم لجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية والمباشرة وتحقيق الزيادة الانتاجية ورفع معدلات النمو بما يسهم في تحقيق الازدهار لشعوبنا.